منظمة »أوكسفام» البريطانية الشهيرة، والمعنية بمكافحة الفقر في العالم، إختارت موعد انعقاد مؤتمر »دافوس» لكي تطلق تقريرها السنوي، ولكي تضع أمام العالم وأمام المشاركين في المنتدي الاقتصادي الشهير الذي يجمع قادة العالم ورؤساء الشركات العملاقة.. صورة لعالم تتزايد فيه الفجوة بين الاغنياء والفقراء لدرجة أصبحت تهدد الاستقرار في الدول الغنية قبل الفقيرة!! يقول التقرير إن ثروة 26 مليارديرا أصبحت تساوي ما يملكه 3.8 مليار نسمة هم الأكثر فقرا في العالم. وأن أثرياء العالم كانوا يضيفون لثرواتهم في العام الماضي 2٫5 مليار دولار يوميا، في وقت يدفعون فيه أقل معدلات الضرائب!! ويضيف التقرير أنه في الوقت الذي يموت فيه عشرة آلاف شخص يوميا بسبب نقص الرعاية الصحية، فإن ثروة أغنياء العالم زادت في العام الماضي فقط 900 مليار دولار!! وأنه لو دفع 1٪ من الأكثر ثراء في العالم ضريبة إضافية قدرها نصف الواحد في المائة، لأمكن إنقاذ حياة 3٫3 مليون شخص وتأمين الرعاية الصحية لهم، ولأمكن توفير التعليم لأكثر من 260 مليونا لا يعرفون طريق المدرسة!! الصورة مؤلمة، وتزداد سوءا لو أضفنا إليها الفجوة الهائلة الاخري بين الدول الغنية وبين الدول التي تعاني الفقر بسبب عهود من النهب المستمر لثرواتها، والإهمال المتعمد لتنميتها سواء في ظل الاستعمار المباشر، أو في ظل نظام اقتصادي عالمي يفتقد للعدالة ويحيل البشر لمجرد أدوات لكي يزداد الاثرياء »من الدول والشركات والمليارديرات» ثراء فوق ثراء، ولكي تزاد معاناة الدول والشعوب الفقيرة من جميع أنواع الاستغلال. علي مدي سنوات لم تتوقف التحذيرات،ولم يتوقف التجاهل لها. لكن الامر يختلف الآن.. الازمة الاقتصادية تهدد الاغنياء قبل الفقراء . حروب التجارة عادت ومعها يعود الحديث عن بناء الاسوار حتي في امريكا نفسها. الآن تعلو الصرخات داخل الدول الغنية نفسها. السترات الصفراء وغير الصفراء ليست بعيدة عن »دافوس» . إنها تنتشر في كل عواصم أوروبا وتمتد خارجها لتقول إن النظام الذي يسمح بهذا التناقض الهائل بين أثرياء العالم وفقرائه لا يمكن أن يستمر!!