» أسماء كمال، سارة محمد وهاجر ماهر».. ثلاث فتيات صديقات قررن تحويل شغفهن بدراسة فنون الزجاج وتشكيله إلي مشروع خاص بهن لكن بطريقتهن المختلفة، فبعد تخرجهن في كلية الفنون التطبيقية »قسم الزجاج» قررن استكمال مشوارهن في العمل معاً فبدأن باستخدام مخلفات الزجاج وإعادة تدويره من خلال صهره وتشكيله، فأبدعن في إخراج منتجات من أفكارهن غير التقليدية، ومن ثم بيعها في معارض خاصة. فبعد عام من التخرج أقمن ورشة صغيرة في بيت إحداهن، يجلسن فيها للتفكير في التصميم ورسمه ومن ثم اختيار مواد وألوان الزجاج المناسب ثم مرحلة التنفيذ وتحوي هذه الورشة الفرن الخاص بصهر الزجاج بالإضافة إلي مواد التشكيل والعزل اللازمة، وعلي عكس ما يقوم به مصنعو الزجاج من شراء زجاجات جديدة ومن ثم تشكيلها، جاءت فكرة هؤلاء الفتيات من إعادة تدوير مخلفات الزجاجات بعد استخدامها مما يخدم البيئة من خلال التخلص من تلك المخلفات بطريقة آمنة ومفيدة في ذات الوقت، ويحصلن علي تلك الزجاجات من طريق الواحات الذي اكتشفن عند مرروهن بالصدفة هناك أنه يحوي دائما كميات هائلة من مخلفات الزجاجات الفارغة، فيقمن بتجميع ما يحتجنه من كميات وتبدأ عملية الصنع بوضع الزجاج في قوالب من الخزف بعد عزلها بالمواد اللازمة وتسخينها في الفرن في درجة حرارة 750 درجة ثم تشكيل المادة النهائية بأفكارهن بعد إضفاء عليها اللمسة الجمالية وما تحتاجه من أشكال خشبية أو مواد تزيين وغيرها حسب طبيعة كل منتج. اخترن »Three glassy ladies» »فتيات الزجاج» ليكون اسما للمشروع الذي ينتمي لثلاثتهن، ومن أجل أن يميز المنتجات التي يشتغلن علي إخراجها، ولأنهن قررن ألا تنتهي تلك الصداقة بانتهاء فترة الدراسة. يتردد علي منتجاتهن الكثير ممن يفضلون الديكورات في المنازل بأشكالها غير التقليدية، بالإضافة إلي أطباق وحوامل للأكواب وغيرها من الاستخدامات التي تجذب الناس، وشاركت الفتيات في معرض للحرف اليدوية أقيم في المتحف المصري وبيعت بضاعتهن بالكامل بعد أن لاقت إقبالا كبيرا، ومن جانبها أشادت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي بالفكرة وقدرتها علي حماية البيئة.. وتقول أسماء إن فكرتهن لم تعتمد علي التصنيع التقليدي للزجاج حيث إنهن لم يقمن فقط بتلوينه أو إضافة مواد الزينة، بل إنهن ينتجن قطع ديكور من زجاج معاد تدويره وبأدوات بسيطة فتتراوح سعر القطعة من 50 جنيها إلي 300 جنيه كأقصي سعر، مشيرة إلي أن أسعار الديكور من الزجاج المصنع يبلغ سعره آلاف الجنيهات.. تطمح الفتيات الثلاث أن تنتشر فكرتهن ويتم تقديرها ويقمن أول خط إنتاج خاص بهن وباسمهن، بالإضافة إلي تطوير المشروع وافتتاح ورش تخدم فكرة إعادة التصنيع التي يتجه إليها العالم بقوة، كما يسعين لتشغيل أيدٍ عاملة وتعليم الشباب من أجل زيادة الإنتاج وخدمة البيئة في نفس الوقت.