لا يخجل 190 ألف جامع للقمامة بالقاهرة الكبرى من لقب «زبال»، لما لا وبين هذه المخلفات أطنان من «الذهب»، ينتشرون جميعهم في 6 مناطق كبرى. في منشية ناصر والخصوص والبراجيل والمعتمدية وطرة و15 مايو، يشق هؤلاء الزبالون طريقهم في إعادة تدوير القمامة ليحولوها إلى منتجات متنوعة بكل الألوان تدر أرباحًا طائلة، فالورق وبقايا المنسوجات والمعادن والبلاستيك ثروة لا يثمنها إلا «زبال» متمرس. أطنان من الدولارات يحتضن إقليم القاهرة الكبرى مصانعًا صغيرة تستفيد من 21 ألف طن قمامة يوميًا من القاهرة وحدها بشكل آمن ومفيد اقتصاديا، تقدم «الأخبار» نماذجًا ناجحة ممن قرروا الاستفادة من إعادة التدوير تخطت الصعاب وأنشأت صناعات من المخلفات. هذه الصناعات وصلت بالفعل إلى أيدي السياح يشترونها بأمان، فضلا عن شركات عالمية قررت التعاون مع «الزبالين» لعدم تسرب علب منتجاتهم إلى مصانع بير السلم التي تستغل العبوات الفارغة وتعبئتها بمنتجات مغشوشة. الصينيون أنفسهم متواجدون دائمًا في مناطق الزبالين، يحصلون على زجاجات المياه المعدنية الفارغة لأن البلاستيك المستخدم في صناعتها على درجة عالية من النقاء ويقومون بعمل خيوط البوليستر منها واستخدامها في صناعات الأحذية الرياضية والسجاجيد البوليستر. ليلي وحنان وصفاء.. حكايات عشق علي «النول» البداية من بواقي مصانع الملابس تحملها سيارات النقل لتصل إلى أيدي ليلي وحنان وصفاء.. وفي سيمفونية رائعة من العزف علي الأنوال تستغرق ثمانية أيام من الجهد المتواصل تتحول إلى سجاد يحمل أشكالا رائعة في «المشغل» الذي يعملون به داخل عزبة الزبالين، بكل بساطة الفكرة تحولت إلى حقيقة وبدلا من حرق مخلفات مصانع الملابس وإنتاج أطنان من ثاني أكسيد الكربون التي تسمم الهواء الذي نستنشقه تحولت هذه المخلفات إلى سجاد وشنط حريمي في مشغل يتبع أحد مشروعات جمعية حماية البيئة من التلوث بعزبة الزبالين. سجادة سلطة وقفت حنان على النول الخاص بها وهي تعمل في صناعة سجادة «سلطة» كما يطلقون عليها لتعدد ألوانها الكثيرة التي تحتاج عمل أسبوع كامل لإنتاجها وتعلمنا في مدارس محو الأمية نظير تعليمنا صناعة السجاد لتشجيعهم علي التعلم، بجانبها تقف ليلي وصفاء كل واحدة تقف علي النول الخاص بها الأولي انتهت من صناعة شنطة حريمي لم تستغرق إلا بضعة ساعات والثانية تصنع مفرشاً للمطبخ. اتفق الثلاث أنهن يحلمن بامتلاك نول خاص بكل واحدة إلا أن ثمنه غال علي قدراتهن المالية في الوقت الحالي ولكن يمكن الحصول عليه بالتقسيط مستقبلا ويمكن العمل من المنزل وهو ما يخططن له في المرحلة القادمة، وأكدن أن اليومية غالبا من 30 إلي 50 جنيهاً حسب حجم انجاز الشغل. داخل «المشغل» تجلس مدام سعادة راجي واحدة من أهم مدربات الفتيات علي العمل في صناعة السجاد، قالت أن البداية دورة تدريبية لمدة 3 أشهر لصناعة المخدات وأدوات المطبخ والمفارش والبترونات، وأدوات التدريب الأولية في المشغل هي مازورة ومسطرة ومقص وقلم رصاص ثم يلي ذلك مرحلة التعليم علي الأنوال لصناعة السجاد وصولا إلى عمل الرسومات علي السجاد. ووسط فتيات المشغل تجلس الدكتورة ناهد شوقي وهي أستاذة جامعية متخصصة في الكيمياء الحيوية متطوعة تقدم للفتيات تصميمات وأفكاراً جديدة للعمل وتطوير إنتاجهن دون مقابل وتقوم بتقديم كتالوجات عن أحدث موضة في الصناعات التي يتم تنفيذها في المشغل. وقالت إنها تحب العمل التطوعي وتقدم خبراتها وأفكارها للفتيات دون مقابل لمساعدتهن علي تغيير الأفكار النمطية لزيادة الإقبال علي منتجاتهن. جروب سياحي تركنا ساحة العمل في صناعة السجاد والشنط الحريمي ووسائد النوم لنجد المشهد الأكثر روعة، انتبهنا لأوتوبيس سياحي يتوقف أمام المشغل ويخرج منه «جروب» سياحي يصعد السلالم حتى يدخل قاعة عرض المنتجات ونظرات الإعجاب تترجم شعورهم تجاه ما يتلمسونه بأناملهم من منتجات إعادة تدوير بقايا مصانع الملابس يختارون منه ما يناسبهم، المفارش وقطع السجاد الصغيرة التي عليها رسومات وأدوات المطبخ هي الأكثر إقبالا علي شرائها من السياح. اقتربنا من «الجروب» السياحي نحاول أن نعرف انطباعه عن المنتجات التي يشترونها وتواصلنا مع المترجمة التي ترافق السياح الذين يقضون عدة أيام في القاهرة قبل التوجه إلى الأقصر وأسوان، وقالت إن السياح قادمون من تايلاند ويعرفون أنهم يشترون منتجات معاد تدويرها وهذا الأمر طبيعي في بلدهم والمكان هنا معتاد علي زيارات السياح لذلك تجد كل المنتجات عليها الأسعار بالجنيه والدولار. وأضافت: "هناك اتفاق بين المشغل الذي ينتج العديد من الصناعات النسيجية من بقايا مصانع الملابس وبين عدد من شركات السياحة لعرض الزيارة علي السياح الراغبين في زيارة المكان خاصة القادمين لزيارة دير الأنبا سمعان بمنشية ناصر وشراء بعض منتجاتهم تحفيزا لعملهم الذي يكسبون منه لإعانة أسرهم علي مصروفات المعيشة". إكسسوارات وأدوات منزلية من الورق المستعمل الورق أهم المخلفات التي يعاد تدويرها ويسهل استخدامه مرة أخري بدون مراحل معقدة أو ماكينات كثيرة، هناك نوعان من إعادة تدوير الورق الأولى وهي التقليدية والتي يتم فيها فرم الورق وإعادته للاستخدام مرة أخرى من خلال مراحل تصنيعية إلى ورق جديد، أما الطريقة الثانية هي استخدامه في صناعة منتجات أخرى مثل الإكسسوارات والأدوات المنزلية وقواعد لأواني الطبخ الساخنة التي توضع علي المائدة. ومن ضمن النماذج الناجحة في هذا المجال ورشة إعادة تصنيع الورق بجمعية حماية البيئة، والتي يتم فيها جمع الأوراق المستعملة من الجامعات والمؤسسات والمدارس والهيئات بعد ذلك تتم عملية الفرز والتي قامت بشرحها منيرة التي تشتهر بين زملائها ب «أم روماني» وقالت إنهم في جمعية حماية البيئة يقومون بفرز الأوراق وفصل كل نوع مثل الجرائد، المجلات، الكرتون، الورق المقوي، الورق العادي لإعادة تدويرها . بعد الجمع والفرز نقوم بتقطيع الورق العادي إلى شرائح ثم بعد ذلك نقوم بغمرة في المياه لعدة ساعات بعد ذلك تقوم الماكينة بخلط الورق الذي يتحول إلى مادة أشبه بالعجينة بعد ذلك نقوم بوضعه في حوض مياه ونضيف إليه بعد الخامات الأخرى، التي تغير من شكله مثل الورود وأوراق الشجر التي تختلط بعجينة الورق وتعطي في النهاية أشكالا جميلة غير تقليدية، ثم بعد ذلك ننقلها إلى قسم التشكيل الذي يتم إعادة الورق الموجود في المياه إلى صفحات ورقية مرة أخرى وهو ما قام بشرحه بخيت رزق. وقال إن العاملات تقوم بتصفية الورق من المياه بواسطة إطار خشبي مشدود بداخله من القماش، ويتم وضعها علي لوحة خشبية بعد ذلك يتم كبسة داخل ماكينة الكبس وتركه حتى يجف تماما ليكون ورقا مرة أخرى يمكن استخدامه. أما عن استخدام الورق المستعمل مثل الجرائد والمجلات هناك قسم آخر يصنع من تلك الخامات منتجات أخرى، تقول هدى فايق: إنه بعد عملية الفرز نأخذ أوراق الجرائد والمجلات ونقوم بصناعة منتجات أخرى منها يمكن بيعها مثل الإكسسوارات وقواعد عازله للأواني توضع علي موائد الطعام، وتضيف عواطف لطفي أننا نقوم بعملية لصق لأوراق الجرائد بعد كبسها وتشكيل منها قواعد باستخدام الصمغ والطوابق العازلة لأواني الطعام لعزل سخونتها عن المائدة. لا يخجل 190 ألف جامع للقمامة بالقاهرة الكبرى من لقب «زبال»، لما لا وبين هذه المخلفات أطنان من «الذهب»، ينتشرون جميعهم في 6 مناطق كبرى. في منشية ناصر والخصوص والبراجيل والمعتمدية وطرة و15 مايو، يشق هؤلاء الزبالون طريقهم في إعادة تدوير القمامة ليحولوها إلى منتجات متنوعة بكل الألوان تدر أرباحًا طائلة، فالورق وبقايا المنسوجات والمعادن والبلاستيك ثروة لا يثمنها إلا «زبال» متمرس. أطنان من الدولارات يحتضن إقليم القاهرة الكبرى مصانعًا صغيرة تستفيد من 21 ألف طن قمامة يوميًا من القاهرة وحدها بشكل آمن ومفيد اقتصاديا، تقدم «الأخبار» نماذجًا ناجحة ممن قرروا الاستفادة من إعادة التدوير تخطت الصعاب وأنشأت صناعات من المخلفات. هذه الصناعات وصلت بالفعل إلى أيدي السياح يشترونها بأمان، فضلا عن شركات عالمية قررت التعاون مع «الزبالين» لعدم تسرب علب منتجاتهم إلى مصانع بير السلم التي تستغل العبوات الفارغة وتعبئتها بمنتجات مغشوشة. الصينيون أنفسهم متواجدون دائمًا في مناطق الزبالين، يحصلون على زجاجات المياه المعدنية الفارغة لأن البلاستيك المستخدم في صناعتها على درجة عالية من النقاء ويقومون بعمل خيوط البوليستر منها واستخدامها في صناعات الأحذية الرياضية والسجاجيد البوليستر. ليلي وحنان وصفاء.. حكايات عشق علي «النول» البداية من بواقي مصانع الملابس تحملها سيارات النقل لتصل إلى أيدي ليلي وحنان وصفاء.. وفي سيمفونية رائعة من العزف علي الأنوال تستغرق ثمانية أيام من الجهد المتواصل تتحول إلى سجاد يحمل أشكالا رائعة في «المشغل» الذي يعملون به داخل عزبة الزبالين، بكل بساطة الفكرة تحولت إلى حقيقة وبدلا من حرق مخلفات مصانع الملابس وإنتاج أطنان من ثاني أكسيد الكربون التي تسمم الهواء الذي نستنشقه تحولت هذه المخلفات إلى سجاد وشنط حريمي في مشغل يتبع أحد مشروعات جمعية حماية البيئة من التلوث بعزبة الزبالين. سجادة سلطة وقفت حنان على النول الخاص بها وهي تعمل في صناعة سجادة «سلطة» كما يطلقون عليها لتعدد ألوانها الكثيرة التي تحتاج عمل أسبوع كامل لإنتاجها وتعلمنا في مدارس محو الأمية نظير تعليمنا صناعة السجاد لتشجيعهم علي التعلم، بجانبها تقف ليلي وصفاء كل واحدة تقف علي النول الخاص بها الأولي انتهت من صناعة شنطة حريمي لم تستغرق إلا بضعة ساعات والثانية تصنع مفرشاً للمطبخ. اتفق الثلاث أنهن يحلمن بامتلاك نول خاص بكل واحدة إلا أن ثمنه غال علي قدراتهن المالية في الوقت الحالي ولكن يمكن الحصول عليه بالتقسيط مستقبلا ويمكن العمل من المنزل وهو ما يخططن له في المرحلة القادمة، وأكدن أن اليومية غالبا من 30 إلي 50 جنيهاً حسب حجم انجاز الشغل. داخل «المشغل» تجلس مدام سعادة راجي واحدة من أهم مدربات الفتيات علي العمل في صناعة السجاد، قالت أن البداية دورة تدريبية لمدة 3 أشهر لصناعة المخدات وأدوات المطبخ والمفارش والبترونات، وأدوات التدريب الأولية في المشغل هي مازورة ومسطرة ومقص وقلم رصاص ثم يلي ذلك مرحلة التعليم علي الأنوال لصناعة السجاد وصولا إلى عمل الرسومات علي السجاد. ووسط فتيات المشغل تجلس الدكتورة ناهد شوقي وهي أستاذة جامعية متخصصة في الكيمياء الحيوية متطوعة تقدم للفتيات تصميمات وأفكاراً جديدة للعمل وتطوير إنتاجهن دون مقابل وتقوم بتقديم كتالوجات عن أحدث موضة في الصناعات التي يتم تنفيذها في المشغل. وقالت إنها تحب العمل التطوعي وتقدم خبراتها وأفكارها للفتيات دون مقابل لمساعدتهن علي تغيير الأفكار النمطية لزيادة الإقبال علي منتجاتهن. جروب سياحي تركنا ساحة العمل في صناعة السجاد والشنط الحريمي ووسائد النوم لنجد المشهد الأكثر روعة، انتبهنا لأوتوبيس سياحي يتوقف أمام المشغل ويخرج منه «جروب» سياحي يصعد السلالم حتى يدخل قاعة عرض المنتجات ونظرات الإعجاب تترجم شعورهم تجاه ما يتلمسونه بأناملهم من منتجات إعادة تدوير بقايا مصانع الملابس يختارون منه ما يناسبهم، المفارش وقطع السجاد الصغيرة التي عليها رسومات وأدوات المطبخ هي الأكثر إقبالا علي شرائها من السياح. اقتربنا من «الجروب» السياحي نحاول أن نعرف انطباعه عن المنتجات التي يشترونها وتواصلنا مع المترجمة التي ترافق السياح الذين يقضون عدة أيام في القاهرة قبل التوجه إلى الأقصر وأسوان، وقالت إن السياح قادمون من تايلاند ويعرفون أنهم يشترون منتجات معاد تدويرها وهذا الأمر طبيعي في بلدهم والمكان هنا معتاد علي زيارات السياح لذلك تجد كل المنتجات عليها الأسعار بالجنيه والدولار. وأضافت: "هناك اتفاق بين المشغل الذي ينتج العديد من الصناعات النسيجية من بقايا مصانع الملابس وبين عدد من شركات السياحة لعرض الزيارة علي السياح الراغبين في زيارة المكان خاصة القادمين لزيارة دير الأنبا سمعان بمنشية ناصر وشراء بعض منتجاتهم تحفيزا لعملهم الذي يكسبون منه لإعانة أسرهم علي مصروفات المعيشة". إكسسوارات وأدوات منزلية من الورق المستعمل الورق أهم المخلفات التي يعاد تدويرها ويسهل استخدامه مرة أخري بدون مراحل معقدة أو ماكينات كثيرة، هناك نوعان من إعادة تدوير الورق الأولى وهي التقليدية والتي يتم فيها فرم الورق وإعادته للاستخدام مرة أخرى من خلال مراحل تصنيعية إلى ورق جديد، أما الطريقة الثانية هي استخدامه في صناعة منتجات أخرى مثل الإكسسوارات والأدوات المنزلية وقواعد لأواني الطبخ الساخنة التي توضع علي المائدة. ومن ضمن النماذج الناجحة في هذا المجال ورشة إعادة تصنيع الورق بجمعية حماية البيئة، والتي يتم فيها جمع الأوراق المستعملة من الجامعات والمؤسسات والمدارس والهيئات بعد ذلك تتم عملية الفرز والتي قامت بشرحها منيرة التي تشتهر بين زملائها ب «أم روماني» وقالت إنهم في جمعية حماية البيئة يقومون بفرز الأوراق وفصل كل نوع مثل الجرائد، المجلات، الكرتون، الورق المقوي، الورق العادي لإعادة تدويرها . بعد الجمع والفرز نقوم بتقطيع الورق العادي إلى شرائح ثم بعد ذلك نقوم بغمرة في المياه لعدة ساعات بعد ذلك تقوم الماكينة بخلط الورق الذي يتحول إلى مادة أشبه بالعجينة بعد ذلك نقوم بوضعه في حوض مياه ونضيف إليه بعد الخامات الأخرى، التي تغير من شكله مثل الورود وأوراق الشجر التي تختلط بعجينة الورق وتعطي في النهاية أشكالا جميلة غير تقليدية، ثم بعد ذلك ننقلها إلى قسم التشكيل الذي يتم إعادة الورق الموجود في المياه إلى صفحات ورقية مرة أخرى وهو ما قام بشرحه بخيت رزق. وقال إن العاملات تقوم بتصفية الورق من المياه بواسطة إطار خشبي مشدود بداخله من القماش، ويتم وضعها علي لوحة خشبية بعد ذلك يتم كبسة داخل ماكينة الكبس وتركه حتى يجف تماما ليكون ورقا مرة أخرى يمكن استخدامه. أما عن استخدام الورق المستعمل مثل الجرائد والمجلات هناك قسم آخر يصنع من تلك الخامات منتجات أخرى، تقول هدى فايق: إنه بعد عملية الفرز نأخذ أوراق الجرائد والمجلات ونقوم بصناعة منتجات أخرى منها يمكن بيعها مثل الإكسسوارات وقواعد عازله للأواني توضع علي موائد الطعام، وتضيف عواطف لطفي أننا نقوم بعملية لصق لأوراق الجرائد بعد كبسها وتشكيل منها قواعد باستخدام الصمغ والطوابق العازلة لأواني الطعام لعزل سخونتها عن المائدة.