فخورة بمسجد وكنيسة العاصمة الإدارية الجديدة.. ليس لأنهما الأكبر والأفخم والأجمل ولكن لأنهما رمز للنجاح وعدم الاستسلام وسرعة الإنجاز.. في الوقت الذي يفكر فيه الإرهاب في الدمار والقتل والخراب.. نبني ونعمر ونملأ أرض الله ببيوت الله.. وبدلا من الفتنة التي حاولوا بثها يوم عيد، انقلب السحر علي الساحر.. فإرادة الله أن يجعل إمام المسجد البطل يتدخل لإنقاذ الكنيسة وضابط مصري شاب يحمل روحه علي كفه ويضحي بنفسه بكل شجاعة وبكل الرضا، لينقذ أهل بلده من كارثة محققة، رحم الله الشهيد البطل مصطفي عبيد وألهم زملاءه وأصدقاءه والمصريين جميعا الصبر والسلوان.. توقفت كثيرا أمام مشهد استشهاد الرائد مصطفي، فمنذ عام كنت في قرية الروضة بصحبة فريق عمل ليلة القدر لتقديم الدعم والمساندة لأهالينا هناك.. وأثناء مرورنا بقريه بئر العبد لاحظت وجود فريق الكشف عن المفرقعات.. وقف الضباط بملابسهم المميزة والتفوا حول القنبلة وبدأ أحدهم العمل فيها، وهو يطلب من زملائه الابتعاد، وتابعت رحلتي لأسمع صوت انفجار القنبلة، انفجرت في الضابط أثناء محاولته تفكيكها.. وعند عودتي وجدت نفس الفريق بجوار سيارة الإسعاف التي تحمل جثمان زميلهم، عيونهم كلها دموع مكتومة وفي حالة من الصمت المهيب، وفجأة وجدت حالة استنفار فقد تم اكتشاف قنبلة جديدة، وكل منهم يقول أنا الذي سأقوم بتفكيكها وكأنه سباق للحصول علي جائزة، وكأنهم لم يشاهدوا زميلا لهم يلقي وجه رب كريم منذ دقائق.. لم أستمع لباقي الحديث فقد اختفوا في لمح البصر ليواصلوا مهمتهم الشاقة.. رحم الله شهداءنا وحفظ رجالنا في الجيش والشرطة من كل سوء وانصرهم علي أعدائنا وأعداء الإنسانية في كل مكان.