لم أزر سوريا أبدا ولكن مشاعري تجاه هذا البلد الحبيب هي الأكبر والأكثر عمقا. أعي الدور القومي والعروبي والإسلامي الذي قامت به سوريا علي مدي تاريخها العربي. كانت دائما بؤرة الأحداث في العالم القديم والوسيط. في الزمن المعاصر كانت سوريا طليعة الصيحة القومية التي جوهرها توحيد العرب وتجاوز كل ما يمكن أن يفتت وحدة الوطن. كتبت في عام 2011 أحذر من التعامل مع الموقف في سوريا بشكل يعمق أحداث المؤامرة والفتنة فيها. وقتها كان هناك شعور متنام لضرب سوريا لدرجة أن مصر وهي توءم سوريا وافقت علي مطلب دول الخليج لتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية مما أعطي أطرافا عديدة متآمرة ، الفرصة لضرب سوريا بشكل أكبر وتوسيع تمهيدا أو إسراعا لتقسيمها إلي أجزاء ، بما يخرجها من التاريخ. هاجم المتآمرون الرئيس بشار الأسد وكنت ممن كتبوا مساندين له ، لكن طبعا ضاعت صيحتي الوحيدة هباء وسط صراخ أصحاب المؤامرة الذين كانوا يدفعون أذنابهم لمهاجمة كل من يساند الأسد وأذكر منهم الفنانة رغدة التي أكدت وطنيتها وحرصها علي وطنها ولم تنسق وراء غوغائية الدعاية السوداء المضادة لنظام الرئيس الأسد والتي كانت تفزع كل من يعلو صوته مطالبا مساندة سوريا قبل أن تكون مساندة الأسد بشخصه. وحتي مصر ، قطعت العلاقات مع شقيقتها التوءم اللتين كانتا علي مر التاريخ وحدة واحدة وكانت هذه الوحدة دائما ما تقهر الأعداء. انتصرت الدولتان علي المغول وهزمتا الصليبيين وحافظتا علي الدولة الإسلامية وعلي العروبة. مؤخرا بدت بوادر نصر نهائي لنظام الرئيس الأسد بعد تحقيق انتصارات عديدة علي قوي المؤامرة وقررت أمريكا مغادرة سوريا ، وتأكد أن الدعم الروسي لسوريا ومساندة الرئيس بوتين أتت ثمارها واقترب النصر النهائي ويبقي التعامل مع تركيا ومشاكل الأكراد وغيرها من المسائل العالقة التي لا تؤثر بعمق علي قوة النظام الحاكم في سوريا. ومنذ أيام زار الرئيس السوداني عمر البشير سوريا والمؤكد أنها زيارة تأييد ودعم وربما يكون هناك تنسيق بشأنها مع أطراف أخري وهو ما ينم عن وجود تحركات وتوجه لإعادة سوريا إلي مكانها الطبيعي بين أشقائها سواء في الجامعة العربية أو فيما يتعلق بتنسيق المواقف لصالح الحفاظ علي جزء مهم وفاعل في وطننا العربي لطالما كان في الطليعة مواجها أعداء الوطن منتصرا عليهم حاميا عروبته وقوميته وإسلامه. استكمالا لما كتبته في عام 2011 عن سوريا الحبيبة واقتناعي التام بوجوب مساندتها في محنتها التي صمدت في مواجهتها ، أطالب بإعادة سوريا إلي حضن الوطن وإعادة عضويتها للجامعة العربية وإعادة علاقات مصر معها ، فوجود مصر وسوريا معا قوة للعرب والعروبة وسلاح مقاوم لمؤامرات الأعداء. لقد عاش الأشقاء السوريون مأساة استمرت سنوات طويلة ، هجر الملايين منهم وطنهم وشردوا في بلاد العالم يعانون الجوع وفقر المأوي وصقيع المناخ بسبب مؤامرات الأعداء. احتضنت دول عربية شقيقة ومنها مصر السوريين الذين أثبتوا جدارة في العيش في ظروف سيئة وأثبتوا أنهم قادرون علي إعادة لياقتهم الحياتية وتجديدها حتي في أصعب الظروف. في مصر تعايش السوريون وكأنهم في وطنهم الأصلي ورحب بهم المصريون وصاروا جزءا منا ومن ثقافتنا ، ففي كل شارع فتح السوريون المحلات وقدموا خدماتهم التي رحب بهم المواطن المصري بسبب جودة منتجاتهم وبسبب معاملتهم الراقية التي جبلوا عليها كتجار ورجال أعمال كما أثبتوا كفاءة في ممارسة الحرف ورحب المصريون بالحرفي السوري الذي قدم نفسه من خلال رخص أجره وحسن خلقه وكفاءة تنفيذه للمهام التي يقوم بها. وقد استفاد المواطن المصري من ذلك ، كما استفاد التاجر من استعانته ببائعين سوريين يروجون بضاعته فقد أضافوا خبرة جديدة للبائعين المصريين خاصة ما يتعلق بطرق معاملة الزبائن. أسعدني أن يظهر واضحا ما كتبته في عام 2011 أمامنا الآن ويتأكد أن سوريا تتعرض لمؤامرة ، كما تأكد كما كتبت أن الرئيس بشار رئيس وطني لم ولا يقتل شعبه كما ادعوا عليه ، بل قاتل المتآمرين والمتربصين بالوطن وحمي بلاده وحمي شعبه ، فتحية له وتحية للجيش العربي في سوريا والذي نسميه في مصر الجيش الأول ، وفي مصر يوجد الجيشان الثاني والثالث. مصر وسوريا وطن واحد.