في ندوة مهمة عقدها مركز الحوار للدراسات السياسية تحدث السفير السوري في القاهرة الدكتور 'رياض السنيح' الذي أشاد بالموقف المصري من الأزمة السورية مؤكدًا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تقم خيامًا للاجئين السوريين، علي عكس الآخرين، منددًا في الآن ذاته بالدور التركي والأردني والقطري في تمرير السلاح والمسلحين إلي داخل سوريا، وعبر السفير السوري عن انفتاح بلاده علي أي مبادرة سلام سياسي لصالح سوريا، ولإرساء الاستقرار والسلام فيها، كاشفًا عن أن 'روسيا' تحضر لعقد مؤتمر 'موسكو 2' لحل الأزمة السورية. وكان مقدم الندوة عن مركز الحوار قد أكد أهمية الحوار والتفاعل علي أرضية المركز، بالتعاطي مع كل الآراء ووجهات النظر، بحثًا عن حل للأزمة السورية، وفي إطار من الحرص الكامل علي سلامة الدولة السورية ووحدتها. وفي كلمته رصد الإعلامي 'محمود بكري' رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة 'الأسبوع' التحول الحادث في وسائل الإعلام العربية والدولية ازاء التعامل مع الأزمة السورية بعد أن بدأت بعض الدول العربية وفي مقدمتها 'السعودية' تستجيب للمبادرة الروسية والجهود المصرية لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية. وأشار 'بكري' إلي أن قناة 'بي.بي.سي' بدأت تستخدم عبارة 'الجيش السوري' بدلاً من 'القوات الموالية للنظام السوري'.. بينما تستخدم قناة 'DW' الألمانية عبارة 'مقتل مدنيين بنيران المعارضة' بدلاً من عبارة 'مقتل موالين للرئيس السوري'. أما قناة 'سكاي نيوز' فبدأت تستخدم عبارة 'الميليشيات المسلحة' بدلاً من 'قوات المعارضة'، فيما تستخدم قناة 'C.N.N' عبارة 'القوات الحكومية' ضد 'المتطرفين المسلحين'.. أما قناة 'العربية' فراحت تستخدم لأول مرة عبارة الرئيس السوري 'بشار الأسد'. وقال 'محمود بكري' إن ما يحدث في سوريا هو جزء من المؤامرة الأمريكية والدولية والصهيونية لإعادة رسم خريطة المنطقة وتقسيمها جغرافيًا بعد مرور نحو مائة عام علي توقيع اتفاقية 'سايكس بيكو' مؤكدًا أن التمسك بالرئيس السوري 'بشار الأسد' هو أحد جوانب الحفاظ علي الدولة السورية. من جانبه أكد اللواء 'ناجي شهود' أحد أبطال حرب أكتوبر ضرورة العمل من أجل تحقيق التوافق الداخلي لحل مشكلة الشعب السوري، فيما اعتبر اللواء 'طارق المهدي' وزير الإعلام الأسبق وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة سابقًا أن الإعلام يلعب دورًا سيئًا في التعامل مع الأزمة السورية كاشفًا أنه حصل في العام 2006 وخلال وجوده بالقوات المسلحة علي خريطة تقسيم آسيا، والتي حصل عليها من 'اليونان' والتي تحمل عنوان 'الحدود الدامية'. وقال 'المهدي': إن الاستراتيجية الدفاعية الرباعية التي تصدر في أمريكا كل 4 سنوات تدفع نحو تقسيم المنطقة، ومن بينها تقسيم السودان إلي 4 قطع، وقال: إن استمرار الرئيس 'بشار الأسد' في موقع السلطة هو جزء من الحفاظ علي الدولة السورية. الكاتبة الصحفية 'سناء السعيد' اتهمت العالم العربي بالتخاذل، وقالت: إن هناك مؤامرة كونية فرضت علي سوريا، حيث إن المرور علي سوريا والسعي لاحتلالها تم بعد تدمير العراق، وذكّرت 'سناء السعيد' الجميع بما وضعه 'كولن باول' وزير خارجية أمريكا الأسبق من شروط حول إلزام الرئيس السوري 'بشار الأسد' بها في مايو 2003 بعد احتلال 'العراق' إلا أنه وبعد رفض الرئيس السوري للشروط الأمريكية.. ومنذ ذلك الوقت وضعت سوريا في دائرة الاستهداف، قائلة 'نحن ضد اسقاط الدولة السورية'. الدكتورة 'سهير منتصر' أستاذة القانون أوضحت في كلمتها أهمية استرداد الوعي المفقود وخاصة ما يتعلق باتحاد العرب، لأن تهديد أي دولة عربية هو تهديد للأمن العربي الشامل، قائلة 'نحن نفتقد الاستراتيجية العامة، ومتسائلة عن دور مفكري الوطن العربي الغائب لوضع رؤية عامة لما يحدث في الوطن العربي، مبدية دهشتها من تخاذل بعض المواقف الإعلامية، ومعبرة عن حزنها لما يحدث في الإقليم الشمالي 'سوريا'. وتحدث اللواء بحري 'محمود متولي'، فأكد ضرورة وجود حل توافقي للأزمة السورية بأية خسائر، بأن الخسارة الكبري هي استمرار نفس الأوضاع، وسقوط سوريا يؤثر سلبًا علي سقوط مصر، ولابد من الجلوس مع المعارضة والجيش الحر، وما إلي ذلك من تيارات، فالحل يجب أن يكون سوريًا. رئيس جهاز الشباب الأسبق الدكتور 'مسعد عويس' أكد في كلمته أن أمن سوريا من أمن مصر، وأن الأعداء يتربصون بالأمة، وأننا نريد مشاركة الشباب السوري معنا لتقريب جسور التواصل بين البلدين الشقيقين. اللواء 'عادل مصطفي' أستاذ إدارة الأعمال بالأكاديمية البحرية قال في كلمته إن المطلوب من الإعلام السوري توضيح حقيقة المشكلة والأزمة التي تمر بها سوريا، وأشار إلي حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ضرورة الحفاظ علي سوريا، وألمح إلي شروط السعودية للمصالحة مع سوريا والتي من بينها استبعاد إيران، كاشفًا عن أن سوريا أمدت المملكة العربية السعودية بمعلومات كشفت عن الكثير من الملفات الإرهابية داخل المملكة. المستشارة الإعلامية السورية 'رانيا الرفاعي' قالت 'إن هناك مطالب مشروعة للشعب السوري، ولكنها أخذت خارج مسارها الطبيعي، واستخدموا طريقة شيطنة الدولة خاصة في ظل غياب مصر ولعب بعض الأطراف في الجامعة العربية دورًا تخريبيًا لإشعال الأزمة السورية'.. وأشارت 'رانيا الرفاعي' إلي الأدوار الرئيسية لعمليات التحريض والتمويل الخارجي التي افشلت كافة محاولات الدولة السورية لحل الأزمة، ملمحة في هذا المجال إلي من استخدموا الأكاذيب لإسقاط الدولة السورية وتوظيف الأجندات الخارجية من خلال التمويل الخارجي. وقالت: إن حزب الله لم يدخل إلي سوريا لدعم الجيش السوري إلا بعد دخول 85 جنسية أجنبية إلي سوريا، وأن إسرائيل يهمها تقسيم الدولة السورية إلي دويلات سنية وعلوية لتبرير وجودها كدولة دينية، فيما لم تتحدث سوريا يومًا باللغة الطائفية رغم أن هناك 16 طائفة في سوريا.