الضرب تحت الحزام وفوق الحزام علي قدم وساق في فرنسا، قبل انتخابات الرئاسة . تم بعث الحياة في فضائح قديمة وتفجير فضائح جديدة موجهة بشكل مباشر اوغير مباشر لساركوزي مما ادي لمزيد من تدهور شعبيته. قبل ايام واجه ساركوزي زلزالا عنيفا بعد ان فقد حزبه اليميني الأغلبية في مجلس الشيوخ لصالح اليسار لأول مرة منذ 85 عاما، في رسالة وتحذير واضح من الناخبين.. بالاضافة لهذه الضربة والعديد من الفضائح التي طالته خلال الأشهر الأخيرة، تفجرت اكبر فضيحة فساد سياسية في تاريخ فرنسا الحديث مست ساركوزي شخصيا وتهدد بهز مستقبله السياسي . ويقوم بالتحقيق فيها واحد من اكثر المحققين الفرنسيين استقلالا. ساركوزي متهم بأنه حول جزءا من عمولات ورشاوي غير قانونية من صفقة سلاح لبيع 3 غواصات فرنسية لباكستان بمبلغ 930 مليونا. تم الاتفاق لدفع العمولات والرشاوي لسياسيين وعسكريين ووسطاء باكستانيين لتأمين الصفقة . ساركوزي متهم انه اعاد الي فرنسا من مبالغ العمولات مليوني يورو لتمويل حملة انتخابات الرئاسة »لادوار بالادور« امام شيراك في 5991. وكان ساركوزي وزير مالية حكومة بالادور والمسئول المالي لحملته الانتخابية والمتحدث باسم الحملة. نقل الاموال تم من خلال شركتين وهميتين انشأهما ساركوزي في بروكسل وقد اكدت تحقيقات بوليس بروكسل دور ساركوزي في انشاء الشركتين الوهميتين. بعد ان فاز شيراك بالرئاسة ألغي العمولات علي صفقة الغواصات لباكستان وامر باجراء تحقيق سري في احتمالات استخدام بالادور للعمولات في تمويل غير قانوني لحملته. ايقاف دفع العمولات للباكستانيين ادي الي وقوع انفجار قتل 15شخصا بينهم 11 مهندسا فرنسيا. واكدت تحقيقات مارك تريفريك في 2009 ان التفجيرات حدثت انتقاما لوقف العمولات المحددة للباكستانيين. في ابريل 2010 طلبت اسر الضحايا من النائب العام في باريس فتح تحقيق منفصل بعد ان تم عرقلة التحقيقات من اعلي مستوي في الدولة من رفض التعاون مع المحققين وعدم كشف الوثائق السرية. وقد تم رفع قضية لمنع المحقق »رينو ڤون ريمبك« من الاستمرار في تحقيقاته. وتتوالي الفضائح علي ساركوزي بعد القبض قبل ايام علي اقرب صديقين له، نيكولا بازير الشاهد علي زواجه من كارلا ومساعد سابق له ومدير حملة بالادور للرئاسة وتيري جوبير مستشار ساركوزي لسنوات طويلة وهما متهمان بنقل حقائب مليئة بالاموال من باكستانلفرنسا لتمويل حملة بالادور وإساءة استخدام المال العام. كما يجري التحقيق حول اذا ما كان ساركوزي أو أي من رجال حزبه حصلوا علي اموال من ليليان بيتنكور وريثة لوريال لتمويل حملته الانتخابية للرئاسة، والحصول علي اموال طائلة من زعماء افارقة. الغريب ان ساركوزي بعد فوزه بالرئاسة قدم نفسه علي انه سيطهر الحياة السياسية الفاسدة في فرنسا ويذكرني ذلك بالرئس السابق مبارك وجملته الشهيرة بعد ان تولي: »الكفن مالوش جيوب«. لاعجب أن توطدت أواصر الصداقة بينهما .