في بدايات القرن الماضي ظهر في مصر فيض نور من ضفيرة أنوار قديمة جدلها المصري القديم من آلاف الأعوام، وظلت تسبح في جينات الأحفاد، حتي بدأت تعيد بناء خلاياها في العقل المصري وبالتحديد في 12 مايو 1908 عندما تم إنشاء مدرسة الفنون الجميلة المصرية بواسطة الأمير يوسف كمال بشارع درب الجماميز، ثم نقلت سنة 1923- 1924 إلي الدرب الجديد بميدان السيدة زينب حتي عام 1927، ثم قامت وزارة المعارف العمومية في نفس العام بانشاء المدرسة التحضيرية للفنون الجميلة قبل إلغاء مدرسة الفنون الجميلة المصرية بالسيدة زينب، وبعدها وبالتحديد في عام 1928 دخلت مدرسة الفنون الجميلة مرحلة جديدة عندما بدأ تمصيرها تحت اسم »مدرسة الفنون العليا» ثم تغير اسمها إلي »المدرسة العليا للفنون الجميلة»، وفي عام 1936-1937 أضيفت سنة إعدادية لسنوات الدراسة الأربع فأصبحت مدة الدراسة خمس سنوات وحدد القبول بالمدرسة للحاصلين علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية »شهادة الكفاءة لأقسام الفنون وشهادة البكالوريا لقسم العمارة»، و اختير للمدرسة فيلا بحي شبرا بشارع خلاط رقم 11 عام 1927 ثم نقلت في أغسطس 1931 إلي 91 شارع الجيزة وفي سبتمبر 1935 نقلت إلي مكانها الحالي بشارع إسماعيل محمد رقم 8 بالزمالك وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 عدل اسمها إلي كلية الفنون الجميلة، وضمت إلي وزارة التعليم العالي سنه 1961 بعد أن كانت تتبع وزارة التربية والتعليم ثم ضمت إلي جامعة حلوان في أكتوبر 1975. وعلي هذه الخلفية كانت الاحتفالية التي أقامتها كلية الفنون الجميلة بالزمالك - جامعة حلوان، بمناسبة مرور 110 أعوام علي إنشائها تحت عنوان »110 أعوام من الإبداع»، وشهدها د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بحضور د. ماجد نجم رئيس جامعة حلوان ود. محمد لطيف الأمين العام للمجلس الأعلي للجامعات، ود. السيد قنديل القائم بأعمال عميد الكلية، د. أشرف رضا وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.. وعبر د.خالد عبد الغفار عن مشاعره نحو الكلية في تلك الاحتفالية وقال بحسب تعبيره: »أتمني أن أتواجد بهذه الكلية كل يوم، فأنا أشعر بأن مشاهدة الفن بكل ألوانه سواء كان تشكيليا أو سينما أو مسرح يخرجنا من الهموم بشكل عام،، أتصور أن الدراسة في مثل هذه الكلية ممتعة جدًا والتدريس بها جاذب لأي عضو هيئة تدريس»، وكما يؤكد فهو لم يتردد في حضور الاحتفالية باعتبارها حدثا مهما، والأهم منه أن يعرف المجتمع أن في بلده موقعا عريقا وراقيا ومصنعا للمبدعين والفنانين، ومر عليه 110 سنوات من الابداع عبر تلك الكلية التي أخرجت لنا مئات المبدعين الذين ساهموا في إنتاج وتعليم الأجيال سواء في مجال الجرافيك أو النحت أو التصوير أو الديكور، ويؤكد أن في المصريين »جين فني» غير موجود في بلاد كثيرة، أو علي حد تعبيره »مصر فيها بالفعل حاجة حلوة.. فيها تركيبة فنية بسيطة ومبدعة حتي عند غير الدارسين»، ويشير إلي أن مصر ستظل منصة للفن والإبداع سواء في داخلها أو في المنطقة بأكملها، وكان د.عبدالغفار قد صعد للمسرح عقب تقديم العرض المسرحي الذي قدمه فريق الكلية، ليعرب عن انبهاره مما شاهده قائلا: »لا أصدق ما رأيته.. ماهذا الابداع؟!.. كل واحد منكم مشروع نجم، رغم هذه الإمكانيات البسيطة لكنكم أبدعتم في الحركة والأداء والموسيقي.. البلد التي تمتلك مثل هذه المواهب لايجب أن نقلق عليها أبدًا.. مصر تملك مواهب واعدة وعباقرة»، وقام الوزير بدعوة فريق مسرح الكلية لتقديم هذا العرض علي مسرح جامعة القاهرة ليشاهده كل المصريين، وقال : »سنتكفل بكل الامكانيات المطلوبة والدعاية اللازمة لهذا العرض».. وكان من أبرز الفقرات أداء الطالبة كنزي تركي لأغنية »فيها حاجة حلوة» والطالبة سارة الشرقاوي لأغنية »ليالي الأنس».