لاأغرد خارج السرب. ولاأسير في الاتجاه المعاكس. واعرف ان القرار تم اتخاذه. بالذهاب مباشرة، الي الانتخابات البرلمانية بشقيها الشعب والشوري. ولكن قناعتي تزيد يوما بعد يوم. بانه كان من الاجدي، لو اجريت الانتخابات الرئاسية اولا. وأجد نفسي مدينا باعتذار، للسيد عمرو موسي. والذي كان اول من دعا الي ذلك. يومها ظن الكثيرون، وانا منهم وبعض الظن اثم ان الامر يعود، الي ان موسي في ذلك التوقيت، كان الاقرب الي النجاح. مقارنة بالاسماء التي اعلنت الترشح وكلها لها كل التقدير والاحترام بحكم انه "الاشهر" في الشارع المصري. نتيجة سنوات وجوده في الخارجية المصرية، وانجازاته التي حققها طوال تلك الفترة. بالاضافة الي وجوده في الجامعة العربية. كان موسي يطالب بالانتخابات الرئاسية اولا. عندما كان الكل ينادي "بالاساس قبل البناء"، وكان هذا شعار د. محمد البرادعي. كان موسي يصر عليها. كجزء من توفير رأس وعنوان لمصر. بينما التركيز من الآخرين، يدور حول قضية الدستور اولا. والتي حسب رأيي المتواضع لاتهم رجل الشارع العادي. المهتم اصلا بتحسين ظروفه المعيشية. وتوفير الامن والاستقرار المفقود بعد الثورة.. ودعونا نناقش امر الانتخابات الرئاسية، بالمنطق والعقل. ونركز علي فوائد هكذا خطوة : الانتخابات الرئاسية تحقق مطلبا لطرفين مهمين. الاول المجلس العسكري، الذي يسعي بكل الوسائل،الي العودة الي ثكناته. والقيام بدوره الطبيعي والتاريخي، في حماية امن وحدود مصر.وانهاء الفترة الانتقالية بأسرع ما يكون. خاصة مع تعقيدات مهمة ادارة البلاد، دون حكمها كما يقول. ويؤكد في كل مناسبة. ويتوازي مع ذلك، وجود تيار واسع يطالب بسرعة عودة الجيش. ولايخفي قلقه من استمرار أو مد الفترة الانتقالية. خاصة وان الجيش هو صاحب الكلمة العليا فيها. ان الانتخابات الرئاسية، من حيث الحاجة الي الجهد المطلوب، امنيا واداريا،اقل كثيرا من نظيرتها البرلمانية . والامر بديهي، فالمنافسة هنا، وان كانت علي المنصب الارفع، فهي محصورة. وفقا للاحجام والاوزان. بين عدد محدود لايتعدي اصابع اليدين، واقل. كما ان المنافسة. يتحكم فيها الاحزاب والتيارات السياسية. رغم ان معظم المرشحين .سيخوضون الانتخابات مستقلين. وستكون بعيدة عن العصبيات والاسرواصحاب النفوذ والمصالح. وهو حال انتخابات الشعب والشوري. ان الانتخابات الرئاسية، ستضفي شرعية علي القادم الجديد. ويمكنها أيضا من تقليل حالة "السيول السياسية ".التي تعيشها مصر. والتي اختلط "فيها الحابل بالنابل" .وتقلل من الدعوات الي التظاهر لأسباب مختلفة. بعضها منطقي ومقبول. والآخر متجاوز في شعاراته ومطالبه. كما انها ستزيد من الفترة الزمنية،التي يطالب بها البعض. لتكوين أحزاب سياسية قادرة،علي خوض معركة الانتخابات البرلمانية. بل ستمثل فرصة ذهبية لها للنزول الي الشارع. والتعامل مع الجماهير، واكتساب خبرات مطلوبة ومفتقدة. لدي العديد من الاحزاب والائتلافات التي تشكلت بعد الثورة. اختيار الرئيس القادم. مرتبط ببرنامج متكامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .حظي بثقة الشعب ورضاه. ويمثل ذلك فرصة لتراجع المطالب الفئوية الي حين. واصحابها لهم كل الحق فيها. وان كان البعض يتحفظ فقط علي التوقيت، والأسلوب، وعدم القدرة علي الصبر، مع تراكم المظالم لعقود طويلة. مثال ذلك إضرابات المدرسين وعمال النقل العام في القاهرة. وبالضرورة سيكون برنامج الرئيس القادم متضمنا لحلول للمشاكل. او علي الاقل جدول زمني لذلك. وبعد اتمني الايكون قد فات الأوان !!