أثار سقوط اللاعب الكاميروني مارك فيفان وصعود روحه إلي بارئها وهو يشارك منتخب بلاده في احدي المباريات بتصفيات كأس العالم منذ عدة سنوات حفيظة كل الرياضيين خبراء وجماهير وتصاعدت يومها المطالبات بضرورة توقيع الكشف الطبي علي كل اللاعبين في كل الرياضات سواء التي تجري علي الأبسطة الخضراء أو بالصالات المغلقة.. غير ان حفيظة المسئولين عن الرياضة المصرية لم تتصاعد.. وخشيتهم علي أرواح وسلامة اللاعبين من ابنائنا وفلذات أكبادنا لم تتحرك وهو ما جعلنا نسعي لتحريك الضمائر وهز المشاعر وبث القلق في النفوس ليصدر تشريعا واضحا وان ينطلق قرار صائبا من أولي الأمر سواء في المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر أو باللجنة الاوليمبية المصرية برئاسة كابتن محمود أحمدعلي يلزم كل الأندية والاتحادات وكذلك أجهزة الفرق القومية بضرورة وحتمية إجراء الفحص الطبي الشامل علي كل العناصر من اللاعبين والحكام قبيل بداية كل موسم وبصفة دورية منتظمة.. ولن يكون هذا الكشف حصنا أو مانعا لوقوع النهاية الحتمية لكل كائن بشري.. وإنما فقط ليكون هاديا ومرشدا للمسئولين بهذا الاتحاد والفرق لتعديل المسار وتغيير النمط الحياتي لهم وبدء مرحلة العلاج للحيلولة دون تفاقم الاصابة. وحتي يدرك المسئولون عن الرياضة المصرية مدي اهمية وجود وحتمية اجراء مثل هذه الفحوصات المتخصصة التي تشمل كل الوظائف العضوية والعضلية بما في ذلك فحص وظائف القلب والكبد والعضلات والتنفس والاتزان والقوام والاجهاد من فرط التدريب أو سوء المران وأمراض القلب الوراثية.. عليهم ان يستعرضوا قائمة بأسماء الوفيات التي وقعت في الملاعب العالمية خلال الفترة القصيرة الماضية.. في الشهر الحالي وقعت حالة وفاة للاعب سترو امبروز يوم الاحد الماضي خلال مباراة فريق السبول اليفمن مع مايتي بارول وكانت الوفاة بسبب أزمة قلبية مفاجئة.. وفي الشهر الماضي وقعت ثلاث حالات وفاة كان ابطالها الغاني ايداهور الذي لم يتعد عمره العشرين عاما وتوفي يوم 4 مارس وتلاه فريند برثومي يبو وتوفي ايضا بازمة قلبية والمالاوي باتريك الذي توفي خلال تدريب منتخب بلاده في مدينة فلاتير.. وفي العام الماضي شهدت الملاعب المختلفة وفاة النجم النيجيري سام اوكباد راجي خلال مباراة لمنتخب بلاده في التصفيات الأفريقية مع السودان. إجراء وقائي يقول دكتور حسني عبدالرحمن رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد الافريقي ورئيس المركز الطبي العالمي الرياضي بالقاهرة ان الكشف علي الرياضيين ضرورية حتمية تفرضها الاجراءات الوقائية البدائية المتعارف عليها في كل بلاد العالم.. وهو كما يقول المثل »لايغني حذر عن قدر« أي ان الكشف لا يلغي أو حتي يؤجل القدر المكتوب أو المحتوم.. وانما فقط يمنع ويحول دون ان تتسبب الرياضة في القتل أو انهاء الحياة بشكل مفاجئ لان المريض إذا لم يدرك انه مريض فأن عاداته وحياته العادية قد تسرع بوقوع نهايته.. فصاحب القلب العليل يجب ان يقتصر في نشاطه ويقلل من جهده حتي لا يرهق عضلة القلب ويتسبب في تلفها.. وهكذا فأن الاعضاء إذا مرضت احتاجت لعلاج ونظام غذائي ونشاطي موضوع بعناية وبرنامج طبي متخصص. وقد يتبادر لذهن البعض ان مثل هذه الفحوصات والكشوف مكلفة ماديا وان الخزائن والميزانيات لا تتحمل الوفاء بنفقاتها ولذلك يقول د. حسني عبدالرحمن ان الاندية حاليا تنفق علي المعسكرات والانتقالات والصفقات الملايين من الجنيهات.. وهي تقدم كل هذه الأموال عن طيب خاطر وبسرعة شديدة.. ثم تتباطأ وتتلكأ عندما نطالبها بضرورة اجراء الفحوصات الطبية لضمان سلامة لاعبيها.. وعموما هذه الفحوصات غير مكلفة.. ومن الممكن ان نلخصها في كشف سنوي عند بداية المواسم الرياضية.. ويمكن تكراره بين الدورين الأول والثاني.. ويتكلف الفرد مائة دولار أي مالا يزيد عن 005 إلي 006 جنيه مصري.. أي ان الفريق بأكمله لا يكلف خزينته سوي 21 ألف جنيه فقط كل موسم.. أو 42 ألف جنيه إذا أجري الكشف مرتين سنويا. ويؤكد د. حسني عبدالرحمن أنه ارسل بوصفه مسئولا طبيا يهمه مصلحة لاعبي مصر في كل الرياضات واللعبات كتابا للتذكير والتنبيه بضرورة اجراء مثل هذه الفحوصات إلي كل الاتحادات واللجنة الاوليمبية.. ولم يعبأ أحد بمناشداته بالرغم من انه اكتشف أحيانا اصابة بعض الحكام بمرض عمي الالوان وهو ما يجعله لايميز بين الالوان المتداخلة ويصعب عليه الوفاء بمتطلبات مهنته.. كما انه اكتشف ايضا اصابة البعض باعراض مرض عدم الاتزان وهو ما يجعل حركة اللاعب او الحكم إلي الخلف غير مأمونة العواقب.. وقد تابع احيانا بعض العناصر وهي تتقدم بشهادات طبية مفبركة أو مزورة لاجازتهم سواء للقيام بمهام معينة أو للانتقال من وإلي الأندية. بدأنا المسيرة ويقول كابتن محمود أحمد علي رئيس مجلس إدارة اللجنة الاوليمبية المصرية ان ظاهرة الوفاة جهدا انتشرت في الملاعب في الفترة الأخيرة لاسباب متعددة منها وهو الأول في رأي للجرعات المنشطة المحظورة التي يتجرعها الرياضيون خلسة من وراء الستار.. ولابد من توعية الجميع إلي خطورة مثل هذه الانواع غير المأمونة أو المضمونة حتي ولو كان تأثيرها الطبيعي منشطا وايجابيا في الفترات الاولي وهو ما يضاعف من اغراء المتناولين لها في الاقبال عليها.. ثانيا لاشك ان عمليات التدريب البدني تنوعت فقراتها وزادت جرعتها واحتاجت إلي قلوب سليمة واعضاء نابضة واجسام قوية.. وتأثرت بها الاعضاء العليلة ولذلك وجب علي الاتحادات والاندية اجراء مثل هذه الفحوصات الدورية ولو علي الاقل مرة كل أول موسم.. ولقد بادرت الأجهزة الطبية باللجنة الاوليمبية بالزام الاتحادات بضرورة توقيع الكشف الطبي علي المنتخبات والفرق بالاندية.. وطالبنا المسئولين باجراء ملفات طبية لكل اللاعبين.. وسنسعي إلي ان تكون اعضاء المنتخبات المؤهلة للمشاركة بسنغافورة هي نقطة البداية في وجود مثل هذه الملفات.