تناولت في مقالين متتاليين يومي 9 و11 سبتمبر تحت عنوان- »التصدي للانحراف الإعلامي«.. »هذه محصلة الانحراف الإعلامي- أخطار الانفلات الإعلامي بكل أنواعه علي أمن واستقرار مصر«.. أشرت إلي أن هناك تجاوزاً في المعالجة الإعلامية تقوم علي الإثارة والمبالغة وعدم الأمانة والدقة وتعمد إغفال الصالح الوطني. تحدثت عن السطحية وإضفاء الشرعية علي الأعمال غير المشروعة التي يترتب عليها تعطيل الإنتاج والمرافق ودوران عجلة الحياة. وقد حاول المتاجرون بشعارات حرية الإعلام التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بما تقدمه الوسائل الإعلامية والتي ليس لها من هدف سوي الإضرار بمصالح مصر وغالبية الشعب المصري. لابد أن يكون معلوماً أن لا علاقة لهذه الممارسات بثورة 52 يناير إلا من ناحية الجنوح للنفاق والرياء اللذين كانت تمارسهما في ادائها لمهمتها قبل الثورة. وهكذا ارتفعت الأصوات تكيل الاتهامات والإهانات لمحاولة الدولة المصرية الدفاع عن سيادتها وهيبتها والتصدي للفوضي السائدة في كل مكان ومن بينها سلوكيات أجهزة الإعلام والقائمين عليها. لقد لجأوا للضرب عرض الحائط بالقوانين المعمول بها والقواعد المنظمة. ظهر ذلك جلياً في حالة »فضائية الجزيرة مباشر« التي تم استخدامها لإثارة الشارع المصري ليس لصالح الثورة وإنما لصالح الفوضي وعدم الاستقرار. ورغم أن أحداً لم يبد اعتراضاً علي ما كانت تقوم به هذه الفضائية إلا أن الغريب أن يأتي اعتراض اصحابها علي عدم الموافقة علي قيامها ببث برامجها دون أن يكون لديها ترخيص وفقاً للقوانين المعمول بها. حاولت هذه القناة غير المشروعة ممارسة الضغوط والإرهاب علي أجهزة الدولة بعد اكتشاف مخالفتها للقوانين تحت الترويج لدعوي التربص بالإعلام والإعلاميين وهو ليس الا باطل يريدون به حق. ان ما يدعو الي الاثارة وجود اصوات اعلامية تدافع عن هذه المخالفة القانونية. هاجمت بسوء نية دفاع الدولة عن سيادتها وهيبتها. والذي جري دون أي مساس بحرية الإعلام المرخص والذي لم يمسسه احد بسوء رغم تجاوزاته. ليس هناك ما يقال رداً علي هذه الأصوات سوي »اتقوا الله في بلدكم«.. وكونوا عنصر إصلاح وليس معولاً للهدم والتشهير ببلدكم. لقد نسي أصحاب هذه الأصوات المخالفة للأعراف والمواثيق الإعلامية والأخلاقية أن قيم الشعب المصري الأصيلة تتناقض تماماً مع ما تقوم به القنوات المنحرفة وغير المشروعة وأن عليهم أن يستمعوا إلي لعناته علي مساهمتهم في استمرار حالة الضياع التي يعاني منها هذا البلد. إن ثورة 52 يناير قامت من أجل الإصلاح والبناء والتعمير وتحقيق التقدم والازدهار لمصر في ظل حرية حقيقية وديمقراطية لا تقوم علي النفاق وسوء القصد والظواهر المريبة. إن العمل الإعلامي حرفة تحتاج إلي المهارة والثقافة والوعي الوطني وليس من مؤهلات الإعلامي.. الفهلوة والجهل والسطحية وعدم المعرفة بمبادئ ومواثيق الشرف الإعلامية بالاضافة الي فقدانه للقيم الإخلاقية والأمانة والمصداقية. إن ألف باء الإعلام هو أن يفهم كل من يعمل في هذا المجال حدود الحرية وما هي مقومات الممارسة الديمقراطية الصحيحة. وبالتالي يستطيع أن يكون علي دراية كاملة بما تقتضيه حرية الإعلام وحرية التعبير. ان الامانة وليس مخالفة القوانين والمساس بسيادة الدولة تأتي في مقدمة هذه المباديء التي خالفتها فضائية »الجزيرة مباشر«. وإذا كنا قد أقدمنا علي تصحيح الاوضاع واوقفنا ترخيص هذه الفضائية فلا اقل من محاسبة الذين سمحوا لها »بالبث« خاصة أنها استخدمت القمر الصناعي المصري »نايل سات«. الإعلام يا سادة يعني الأمانة والمصداقية ولابد أن يكون هناك إيمان بأن »مصر فوق الجميع«.