حظيت بمقعد بجوار نقيب القراء السابق الشيخ أبوالعنين شعيشع في اجتماع لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشعب منذ أكثر من خمسة عشر عاما.. وفي بداية الاجتماع اندهشت من نبرة كلماته وعباراته العالية التي لا تخلو من غضب شديد، وتحول الصوت الملائكي الذي ظل عشرات السنين في ظلال القرآن الكريم يداعب بنبراته عنان السماء إلي صوت شديد اللهجة دفاعا عن حقوق قراء ومحفظي القرآن الكريم، وهو ما جعل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشعب في نهاية الاجتماع توصي بالإجماع برفع الدعم السنوي الذي تخصصه وزارة الأوقاف لنقابة القراء والمحفظين من خمسين ألفا إلي مليون جنيه. بعد أن هدأ النقيب سألته : لماذا تأخرتم في إنشاء نقابتكم حتي عام 1989 ؟ قال : عندما مرض القارئ المرحوم عبدالعزيز علي فرج قابلت الرئيس الراحل محمد أنور السادات بصحبة المشايخ مصطفي إسماعيل وعبدالباسط عبد الصمد والحصري رحمهم الله ليعالج الشيخ عبدالعزيز علي نفقة الدولة مع صرف معاش استثنائي له، وفوجيء الرئيس بأنه ليست لنا نقابة، فاتصل علي الفور بالدكتور صوفي أبوطالب رئيس مجلس الشعب الأسبق وطلب منه الجلوس معنا وإعداد مشروع قانون لنقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم، وقال الرئيس : اعتبروني عضوا مؤسسا معكم لأنني من حفاظ القرآن الكريم. وأثناء إعداد مشروع القانون استشهد الرئيس السادات قائد النصر الأعظم والأوحد للعرب والمسلمين في العصر الحديث، فتجمدت الأمور، ولم يعرض المشروع للمناقشة ويحظي بالموافقة إلا في عام 1989. أشفقت علي النقيب المرحوم الشيخ أبو العينين شعيشع من كثرة الأسئلة،فوجهت كلامي للقاريء الطبيب أحمد نعينع الأمين العام للنقابة حول سبب تقديمهم لمشروع قانون جديد للنقابة ؟ فقال : لدينا طموح أن نكون مثل باقي النقابات القوية. مازالت نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم في حاجة ماسة إلي نظرة ومدد من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف للحصول علي المليون جنيه سنويا تنفيذا لتوصية لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشعب التي مر علي صدورها أكثر من خمسة عشر عاما.