اتطلع حولي، مستمدا كل خبراتي السابقة، باحثا في الطبقة السياسية والنخب الفكرية. عن اردوغان المصري، فلا اجد الشخصية القادرة علي احداث التغيير المنتظر والمتوقع في مصر. رغم كل الضجيج السياسي والخلافات الايدلوجية، التي اصبحت سمة اساسية في مصر مابعد الثورة. ابحث في مرشحي الرئاسة، مع كل الاحترام والتقدير للجميع، ادقق في كل الذين اعلنوا او اظهروا نيتهم للترشح ،للانتخابات القادمة في مجلسي الشعب والشوري. سواء من الفلول، او من قيادات الاحزاب القديمة والمستحدثة، من الشيوخ او من الجيل الوسط، او حتي من شباب الثورة، علي من يملك رؤية متكاملة ،للنهوض بالبلاد علي غرار النموذج التركي في عهد اردوغان. فلااجد سوي صراعات علي اوهام ،واغراق في التصنيفات، هذا "علماني" فاجتنبوه ،وهذا "سلفي"فاحذروه، وهؤلاء "اخوان "يسعون للسيطرة علي السلطة .وتلكم "فلول" ينطبق عليهم قانون الغدر. ومطلوب اقصائهم من الحياة السياسية .ولامانع من اعدامهم اذا لزم الامر، كل ذلك والبلد مستباحه، وعلينا ان نتفق ان المشاكل والتحديات ،التي تواجه كلامن البلدين ،واحدة ومتشابهة الي حد كبير. اين هو ارودغان المصري ؟ الذي يستطيع ان يتجاوز التنافس الانساني ،مع صديق عمره ورفيق مسيرته عبدالله جول .ليكون هو ملء السمع والبصر. والآخر رئيسا بروتوكوليا . اين هو اردوغان المصري ؟الذي يمكنه ان يخوض وينجح في ايجاد حل لمعضلة اساسية .وتحد كبير، يواجه الدولة التركية بعد اتاتورك، والذي يحظي فيه الجيش بدور تاريخي ،فتتحول المؤسسة العسكرية الي احد مؤسسات الدولة, لها كل الاحترام والتقدير، بعيدا عن دور الوصاية ،ومثل هذه المشكلة، ستواجه مصر في الايام القادمة ،بعد انتخابات مجلسي الشعب والشوري والرئاسة، بعد ان تولي السلطة ،المجلس العسكري في اعقاب الثورة ، ليدير شؤون البلاد دون ان يحكمها . ومطلوب صياغة دقيقة لدور الجيش في المرحلة القادمة. اين هو اردوغان المصري؟ والذي يملك رؤية متكاملة لقضية هوية الدولة .وهي احد المعضلات المطروحة في مصر. والرجل نجح في تركيا. بالمزج بين الرؤية الفكرية. التي فاز بها حزبه العدالة والتنمية في انتخابات. والتي تعتمد علي منهج اسلامي لم يخفه .وبين دستور ينص صراحة علي علمانية الدولة .والرجل لم ينجح في مهمة تعديل الدستور .سوي علي بعض المواد، خاصة وهو يحتاج الي ثلثي اعضاء البرلمان. فلم يتمكن سوي الحصول علي اكثر من 49 بالمائة .اين هو اردوغان الذي مازال يفتخر بنشأته الفقيرة. وقيامه ببيع الليمون والخبز للصرف علي دراسته. دون ان يسعي الي تزييف التاريخ .وشطبه من الذاكرة. ولاينسي ايضا سنوات سجنه. او تجربته في رئاسة بلدية اسطنبول .والتي كانت جواز مروره الي رئاسة الوزراء. اين هو اردوغان المصري ؟الذي يستطيع تحقيق معجزة اقتصادية .علي النمط التركي خلال تلك الفترة القصيرة. تم خلالها القضاء علي الفساد و خفض نسبة التضخم من 56 الي 9٪ فقط .وزيادة الصادرات من 36 الي 95 مليار دولار. وتحقيق نسبة نمو تصل الي9٪ .ورفع دخل الفرد التركي الي 11 ألف دولار العام الماضي .بعد ان كانت الفين فقط .ناهيك عن طفرة دفعت بالاقتصاد الي المرتبة ال 16 علي مستوي العالم . اين هو اردوغان المصري ؟ليقوم بصياغة جديدة لدور بلاده ،علي مستوي الاقليم .بعد ان نجح في تصفير مشاكلها، مع كل دول الجوار، رغم وجود اختلافات سياسية وايدلوجية معها .واصبحت تركيا دولة مركزية علي مستوي الاقليم .تتشابك بايجابية مع مشاكله وتحدياته دون ان يهمل حلم الاتراك بالانضمام الي الاتحاد الاوربي .والذي يعرف كيف؟ ومتي يختلف مع امريكا؟ويسعي الي الحفاظ علي كرامة بلاده .بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة .وهو ما أظهرته الازمة الاخيرة مع اسرائيل وبعد.. هل اصاب مصر العقم !! اتمني ان تكون الاجابة بالنفي !