منذ فترة طويلة وأنا أبحث عن رقم هاتف المذيعة اللامعة مني الشاذلي.. ورغم أن زوجها الاعلامي اللامع أيضا سمير يوسف صديق قديم، إلا أنني فشلت في العثور علي الرقم بعد ان فشلت في العثور علي الصديق القديم.. واخترت مني الشاذلي بالذات لأنها ذكية وتذهب دائما إلي الزوايا الخفية في القضايا الشائكة.. لكنها في كثير من الحلقات تدع ضيوفها من النخبة يحيطون بالأحداث ولا يدخلون إليها ولا يقدمون شيئا نمسكه بأيدينا، فتمر الحوارات تباعا يوما بعد يوم وتتركنا نسأل: »وبعدين؟!«. كنت أود أن أقول لها: لو سمحت أبلغي النخبة انهم يساهمون الآن في تخريب الثورة لأنهم لا يعرفون ان الشرطة لن تعود أبدا أبدا أبدا، بما يتطلبه ذلك من بحث جاد عن فكرة عبقرية ولو مؤقتة تبحث عن بديل لوزارة الداخلية تؤمن البلاد والعباد.. وان تصدقني هي والنخبة ان ما أقوله ليس رأيا مجنونا بل هو صدام مباشر مع الواقع.. وعدم الاعتراف بالواقع في ظروفنا الحالية يجعل مصر في حالة انتحار بطئ. وأقول لها وللنخبة ان الرومانسية في هذه المرحلة »مهلكة« لأن الثورات في انفجارها لا تعترف بحرية الرأي، أو بمعني أدق حرية الاعتراض عليها.. وأن الثورة ديكتاتورية إلي أن تؤسس دولة ديمقراطية.. وأن تقسيم مصر إلي ثوار ومعارضة إهانة لجلال الثورة لأنه لا توجد ثورة تجلس في مناظرة مع أعدائها كما يحدث في بعض الفضائيات حتي أوشكنا أن نمنح أبناء مبارك شرعية لا يستحقونها.