يشهد العالم اهتماماً ملحوظا بالمسنين أقره الاسلام بحقوق شرعية لرعايتهم واكرامهم وعلي ضوء ذلك خصصت الأممالمتحدة الاول من اكتوبر كل عام يوما عالمياً للاحتفاء بهم. يقول د. محمد خلف أبو رحاب من علماء وزارة الاوقاف: شرع الله تعالي حقوقاً للمسنين والرسول أوصانا بها من باب الاعتراف بالفضل ومعناه أن يقر المتفضل عليه من الناس بفضل من يصدر عنه الفضل ولا يجحده ولا يتناساه، ولهذه الصفة منزلة جليلة علي المجتمع حيث يؤدي ذلك الي الاستقرار والتآلف وتشجيع ذوي الفضل ان يستمروا في تفضلهم الذي يلقي الاعتراف والانسان يسره ان ينسب إليه الخير ويوجه إليه الشكر والذي يشكر الناس انما يشكر الله تعالي الذي اجري الخير علي يده وفي الحديث: »من لا يشكر الناس لا يشكر الله». وجوه الإكرام وتبقي الوصية المحمدية متلاحقة توصي الاجيال بعضها البعض والجزاء من جنس العمل فيضيف د. أبو رحاب ان الرسول ترك لنا منهاجاً عملياً في رعاية المسنين ينبغي ان يؤخذ به بكل فعالية تهدف الي رعايتهم قال الرسول صلي الله عليه وسلم: ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه، وفي الحديث عمم كلمة شيخ لوجوب رحمه الناس كافة دون النظر الي عقيدة أو بلد أو لون.. وفي اكرام المسن اجلال لله سبحانه قال الرسول: ان من اجلال الله اكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير المغالي فيه والجافي عنه واكرام ذي السلطان المقسط، وعليه فمن يري علامة الاكرام وهي الشيب عليه ان يكرم صاحبها وقدم المسن كأنه يقول توقير المسن كتوقير السلطان وتعظيم حامل القرآن الحاذق وتحت لفظ اكرام ذي الشيبة تأتي كل صور الاكرام للمسنين كالرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، كما اوصانا الرسول بأن قال: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. وجعل من الذين لا يوقرون المسنين عناصر شاذة في المجتمع بل تبرأ منهم وقال يوقر كبيرنا ولم يقل يوقر الكبير ليقر أن الاعتداء علي الكبير بالقول أو بالفعل أو بالاشارة اعتداء علي جناب الرسول الذي نسب المسنين إليه، وفي الذوقيات الاخلاقية في التعامل مع الكبير قال الرسول صلي الله عليه وسلم: يسلم الصغير علي الكبير والمار علي القاعد والقليل علي الكثير، ولما كان الصغير هو المبادر في مثل هذه الاحوال كان عليه في غير ذلك أن يبدأ بالمساعدة للكبير والملاطفة والزيارة والنصيحة والاتصال وهذه قاعدة في تقديم المسن في وجوه الاكرام والتشريف عامة قال النبي : أمرني جبريل أن اقدم الاكابر» فأمر النبي ان يبدأ الكبير بتقديم الشراب ونحوه ومارس هذا الخلق عمليا وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كان النبي يستن صوعنده رجلان فأوحي إليه ان اعط السواك أكبرها، ويلحق بذلك الطعام والشراب والمشي والكلام وكل وجوه الاكرام، كما أمر الرسول بتقديم المسن في الامامة فقال: إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم أكبركم، ولا يتعارض ذلك مع تصريح النبي يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة فان كانت قراءتهم سواء فيلؤمهم أقدمهم هجرة فان كانوا في الهجرة سواء فيلؤمهم اكبرهم سناً، . الشيخ رمضان عبدالمطلب من علماء وزارة الاوقاف: يقول إن كبار السن ثروة يجب الاستفادة بها ومرحلة الشيخوخة هي أكثر المراحل التي تحتاج الي رعاية إذ يعود الانسان ضعيفا بحاجة الي رعاية نفسية وجسدية وغذائية وبسبب هذه المرحلة وأهميتها فقد تخصصت مؤسسات المجتمع المدني برعاية المسنين كما ان القوانين أولتهم رعاية لان المسن تظهر عليه تغيرات فسيولوجية ونفسية لذا يجب التعامل معه من منطلق الواجب وليس الاحسان واقناعه بان هذه سنة الحياة.