اللهم ارحم الأخ والصديق والزميل هشام العجمي رحمة واسعة قدر بشاشة وجهه وصفاء نفسه وصدق ابتسامته.. عرفته أخبار اليوم كلها ودودا محبا يلقاك بترحاب شديد، يقبلك باخلاص، يحتضنك بصدق، يتمني ان يحتويك داخله، يشيع البهجة حوله اينما جاء وحيثما ذهب، يوزع كلماته الضاحكة علي من حوله. نطلب من الرحمن الرحيم لأهله وأحبته وزملائه صبرا بلا حدود، فالمصاب جلل والحزن عميق لا تمحوه الأيام، الحب له كبير يعدل حبه للجميع لكن القضاء نافذ ونحن به راضون نتقبله قدر طاقتنا علي الصبر، لا اعتراض بل - فقط - بما سمح به الرسول الكريم »إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع وإنا لفراقك يا هشام لمحزونون«، رحلت ومعك اجزاء من قلوبنا التي احبتك وعمرنا الذي قضيناه معا لتعيش معها كما كنت دائما.. هي رهينة معك حتي اللقاء. افتقدته كثيرا فقد مرت أيام دون ان اراه واستمتع بضحكته التي تميزه وما تعودنا علي ذلك سألت عنه يوم الاحد الماضي وعلمت انه قادم للسهرة ليلا وتعشمت ان اراه في الغد وجاء الغد ولم يأت هو فقد ذهب للقاء ربه بعد ان داهمته أزمة قلبية مفاجئة.. ففي حديث تليفوني صباح الاثنين نقل الي الزميل الاستاذ شريف رياض مدير التحرير الخبر الصاعقة ليفسر سر لهفتي علي رؤية هشام في اليوم السابق، وعلي قدر كرم هشام في كل شيء كان بخله علينا بأن نستمتع به ما بقي من العمر أو هو دأب الموت وأنانيته السرمدية حين يتعمد اختيار خيارنا ليحجبهم عنا. الشجرة تتساقط أوراقها بسرعة وقطار الحياة يودع الأحبة الواحد تلو الاخر.. هي سُنة الحياة بدون نقاش أو جدال لكن التحمل يضعف مع كل ورقة تسقط لنزداد ألما وحزنا ولا يبقي لنا من هؤلاء الذين كانوا ملء حياتنا إلا الذكريات التي تتزاحم عمن رحلوا وترك كل منهم اثرا لا تمحوه الأيام.. حكمتك يا إلهي واعمالا لقانون الموت والحياة الذي يحكم كل ما خلق الله. أخي هشام.. انت في قلوبنا تحيا وفي عيوننا تبقي.. فإلي لقاء.