حرب 6 أكتوبر 1973 ستظل عالقة في أذهان العالم بشكل عام والمصريين بصفة خاصة بعدما نجحت مصر في إزاحة الاحتلال الإسرائيلي والنصر علي الكيان الصهيوني في معركة تعد الأبرز في العصر الحديث.. الشرطة المصرية في حرب أكتوبر 73 المجيدة كان لها دور بارز ربما لا يعلمه الكثيرون، تمثل ذلك الدور في تلاحم قوات الشرطة بإشراف اللواء ممدوح سالم وزير الداخلية أثناء الحرب مع القوات المسلحة للتصدي للعدو الإسرائيلي. الدور الأبرز لرجال الشرطة تجلي في ثغرة الدفرسوار حين أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارا باشتراك الشرطة في المعركة إلي جانب القوات المسلحة حيث توافدت قوات الأمن المركزي إلي مدن القناة الثلاث للتصدي للعدوان الإسرائيلي الذي حاول من خلال الثغرة التسلل إلي مدينتي السويسوالإسماعيلية. وتجسدت بطولات أبطال الشرطة وقوات الأمن المركزي في الحرب ظهر دورها عندما أغلق الاحتلال الإسرائيلي الطريق البري من جهة الغرب والمؤدي إلي مدينة السويس حيث قامت القوات المتمركزة داخل المدينة الباسلة بأعمال بطولية خاصة بدائرة قسم شرطة الأربعين وتصدي ضباط وأفراد القسم للقوات الإسرائيلية التي حاولت التسلل والانتشار داخل المدينة ومنعت تقدمهم وكبدتهم خسائر فادحة ليأتي علي رأس قائمة شهداء الشرطة النقيب محمد عاصم حمودة الذي استشهد أمام القسم أثناء إطلاقه الرصاص من سلاحه علي قوات العدو التي تراجعت أمامه وكذلك زملاؤه الذين أظهروا شجاعة جعلت العدو يتقهقر إلي الخلف وينسحب.. هذا إلي جانب قوات الأمن المركزي التي تمكنت من دخول مدينة الإسماعيلية واستطاعت التمركز في المناطق الحيوية التي توجد فيها نقاط تماس وتقارب مع تواجد قوات العدو المتاخم لمدينة السويس وأدي انتشار قوات الشرطة والتحامها بالمقاومة الشعبية إلي إحجام العدو عن مغامرة اقتحام مدينة الإسماعيلية خوفا من المواجهات. وكان قرار الرئيس السادات باشتراك الشرطة مع القوات المسلحة بمثابة متنفس جديد منح الحياة لضباط الداخلية لكتابة تاريخ مصر الحديث بنصر يدرس الآن في أكبر المعاهد والكليات العسكرية. كان أبرز مشاهد مشاركة رجال الشرطة في حرب 6 أكتوبر 73 هو تلقي رجال الأمن المركزي دورة تدريبية سريعة ومكثفة مدتها 48 ساعة علي تدمير الدبابات طراز سينتوريون البريطانية وباتون الأمريكية التي كان يستخدمهما الجيش الإسرائيلي وقتها وذلك علي بعد يتراوح من 5 إلي 10 أمتار. وتولت مجموعة ضباط الأمن المركزي مسئولية تأمين جزيرة الفرسان الذين تم تكليفهم بإبلاغ القوات المسلحة عن أية تحركات مشبوهة للعدو بمياه قناة السويس المحيطة بالجزيرة متخذين حفر برميلية للتخفي عن أعين العدو ومجهزين برشاشات وقنابل يدوية مضادة للمدرعات وساهمت تلك المجموعة في ضبط عدد من المظليين الإسرائيليين وتسليمهم للقوات المسلحة فضلًا عن تأمين المناطق التي تواجدوا بها من الألغام التي أخفاها العدو بهدف إحداث أكبر خسائر للمدنيين المتواجدين داخل المدن وكذلك نقل الجرحي والمصابين بالتعاون مع رجال الجيش إلي المستشفيات الميدانية.