مرددين "الله أكبر" قام جنود الجيش المصرى البواسل باقتحام خط بارليف المنيع، وإلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، واستعادة سيناءالمحتلة، بعد تحقيق النصر، فى ملحمة بطولية جسدت التضامن بين الجيش والشرطة من ناحية، وبينهما وبين الشعب من ناحية أخرى، هى الأكبر فى التاريخ الحديث. «بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله.. بسم الله أذن وكبر بسم الله بسم الله» كانت هذه الكلمات القوية المعبرة التى تحمل الكثير هي أول ما غناه المصريون بعد نجاح قواتهم المسلحة في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الإسرائيلي في حرب أكتوبر عام 1973.. وظل لهذه الكلمات صدى طويلا فى آذان المصريين، الذين يحتفلون بالنصر كل عام، ويحيون ذكرى من انتصارات أكتوبر حتي اليوم، وهو الاحتفال الذي يستعد له المصريون في جميع أرجاء المحروسة غدًا السبت، الذى يوافق الذكري ال 45 لنصر أكتوبر العظيم. ويأتي تلك الذكرى ال 45 لتعبر عن تلاحم قوات الشرطة مع القوات المسلحة في حماية أرض الفيروز، فكما تمكنت من استعادتها في عام 1973، استطاعت اليوم استعادتها من يد الإرهاب الأسود مقدمة الكثير من الشهداء الذين روت دمائهم رمال تلك البقعة الطاهرة من الأرض المصرية، فقد كان أداء رجال الشرطة خلال حرب أكتوبر 1973 مكملا لأداء القوات المسلحة، مثلما كانت تلك القوات فى 30 يونيو 2013 مكملة لأداء الشرطة المدنية فى تأمين الجبهة الداخلية، لتثبت القوات المسلحة والشرطة أنهما درعا الوطن وسيفه داخليا وخارجيا. ففي حرب أكتوبر 73 المجيدة، كان لتلاحم رجال الشرطة بإشراف اللواء ممدوح سالم، وزير الداخلية آنذاك، مع القوات المسلحة، أثر كبير في دحر قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تجلي ذلك التلاحم أثناء ثغرة الدفرسوار، حينما أصدر الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، قرارا باشتراك الشرطة في المعركة إلى جانب القوات المسلحة، وتوافدت قوات الشرطة إلى مدن القناة للتصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم، والذي حاول من خلال الثغرة التسلل إلى مدينتي السويس، والإسماعيلية. وظهر دور رجال الشرطة بالاشتراك مع رجال القوات المسلحة وأبناء الشعب، واضحًا في إغلاق الطريق البري من جهة الغرب والمؤدي إلى مدينة السويس، أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي، حينما قامت القوات المتمركزة داخل المدينة بالتصدي للقوات الإسرائيلية التي حاولت التسلل والانتشار داخل المدينة ومنعت تقدمها بل وكبدتها خسائر فادحة. كما كان للشرطة دورًا أخر وهو تحقيق الأمن الداخلي للبلاد ومنع انتشار الفوضى على الجبهة الداخلية، وحماية الممتلكات والمنشآت، ومتابعة تعليمات الدفاع المدني، بالإضافة إلى حماية مدن القناة التي كانت مهجورة من السكان. * حى الأربعين في البداية حاولت قوات العدو استعادة الأرض التي خسرتها في معركة 6 أكتوبر، من خلال تقدم دبابات العدو عبر طريق القاهرة - السويس إلى ناحية حى الأربعين، فاتجهت جماعات المقاومة إلى هناك حيث التقت مع مجموعة المستشفى واعتلى المئات من جنود القوات المسلحة والشرطة وأفراد الشعب مبانى الحى شرقى وغربى شريط السكة الحديد استعدادًا لمواجهة الدبابات المعادية وكانت حوالى 30 دبابة تتقدم نحو المدينة حتى وصلت إلى ميدان الأربعين، وفجأة أطلق أبطال المقاومة نيرانهم فأصابوا أول دبابة مما أعاق الطريق على المتقدمين واضطرت باقى الدبابات إلى الانحراف عن مسارها فاتحة بعضها إلى ناحية قسم شرطة الأربعين، وراح الباقى يشتبك مع أفراد المقاومة، وازاء اشتداد المقاومة ارتبك العدو وهرول أفراده إلى قسم شرطة الأربعين محاولين الاحتماء واحتفظوا بالموجودين داخل القسم كرهائن يساومون بحياتهم فى محاولة يائسة للخروج من هذا المأزق، حيث أن فرصة المقاومة فى اصطياد أكثر من 50 جنديًا من جنود العدو يقابلها أرواح الرهائن المصريين، وهنا تباينت الآراء. فالبعض رأى ضرورة محاصرة قسم الشرطة بدون هجوم حتى يستسلم العدو، بينما رأى البعض الآخر ضرورة الاقتحام مهما كانت التضحيات، وعلى هذا الرأى الأخير اتفق الرائد نبيل شرف نائب مأمور قسم السويس والنقيب عاصم حمودة وتولى الثانى قيادة محاولة الاقتحام واضطلع الأول بمهمة التغطية وبدأت المعركة فاستشهد فيها الرائد نبيل شرف متأثرًا بإصابته وراح النقيب عاصم حمودة يطالب أفراد مجموعته بالثأر للشهيد متقدمًا نحو هدفه ويرافقه من رجال الشرطة الرقيب أول محمد سلامة حجازى، العريف محمد عبد اللطيف والعريف محمد مسعد والخفير محمد محمدين، ولكن الضابط أصيب برصاصة فى فخذه، واستشهد الرجال الأربعة المرافقون له.. وفى تلك المعركة تكبد العدو خسائر فادحة وتم أسر 68 ضابطًا منهم قائد القوة الغاشمة للعدو وعشرات الجنود، واستمرت المقاومة حتى يوم 29 أكتوبر حين وصلت قوات الأممالمتحدة. * معارك الإسماعيلية كان لرجال الشرطة دورًا كبيرًا في معارك الإسماعيلية، حينما نجحت تلك القوات فى إحباط محاولات العدو لتعطيل أجهزة الرادار الحربية المصرية حين ألقت الطائرات الإسرائيلية كميات من الورق المفضض فى المجال الجوى بمنطقة القناة للتأثير على أجهزة الرادار، وتولت قوات الأمن المركزى إزالة كل ما ألقاه العدو، كما قامت قوات الأمن المركزي بتأمين خط إمداد قواتنا المسلحة الموجودة بالإسماعيلية وبورسعيد على طريق العباسة - الإسماعيلية. كما قامت قوات الأمن المركزى بالتحرك لتأمين جزيرة الفرسان بالإسماعيلية والتى تعرضت للغارات المكثفة حيث منعت احتلال الإسرائيليين لها، وقامت الشرطة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمن القوات المسلحة فى المنطقة خلال المعارك الدائرة على ميدان القطاع الأوسط وركيزته العسكرية فى الإسماعيلية فأحكمت الشرطة رقابتها على مداخل المدينة وانتشر ضباط البحث الجنائى يدعمون نقاط التفتيش وتركزت جماعات من قسم قوات الأمن فى مناطق محددة بالشوارع الواقعة على مشارف مركز الحركة للقطاع العسكرى مما ساعد على تحقيق الأمن الشامل بالمنطقة. * معارك بورسعيد وكانت قوات الشرطة فى بورسعيد بمختلف أجهزتها مثالًا للبطولة فى حرب أكتوبر 1973 م حيث قامت قوات الإطفاء والدفاع المدنى والإنقاذ فى بورسعيد وبورفؤاد بجهد كبير فى إفساد أهداف غارات العدو المكثفة على المدينة يوميا نتيجة ضرب قواعد الصواريخ بها كل يوم تقريبا حيث كانت تهاجمها الطائرات الإسرائيلية وهى منخفضة من جهة البحر فلا تكتشفها الرادارات وتقوم بقصف منشآت المدينة يوميا.. بينما تولت تشكيلات الأمن المركزى عمل كمائن ليلية فى الحفر البرميلية على ساحل البحر لمواجهة محاولات العدو فى القيام بالإبرار البحرى بالضفادع البشرية أو بالإبرار الجوى خلف خطوط الجيش.