أتمني ان تقدم اللجنة المشتركة المصرية السعودية التي أعلن عن تشكيلها لبحث تداعيات مشكلة المعتمرين المصريين الأخيرة الحلول لكل المشاكل التي تعكر صفو تلك الرحلة المقدسة مستقبلا. الاجتماع الذي أكد السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان عن عقده خلال أيام مع وزير الطيران المصري لطفي مصطفي كامل ومسئولي السياحة قطعا سوف يبحث كل الأمور من وجهة نظر الجانبين وجميل ما أكده السفير من ان التحقيق وهو ما لا أتمني اطلاقه علي علاقة بين شقيقتين كمصر والسعودية ولكنه توضيح لوجهات نظر من أجل الصالح سوف تعلن نتائجه بشفافية مطلقة لبيان الأسباب التي أدت إلي ما حدث وهو نفس ما اكده وزير الطيران. والحقيقة ان ما ردده بعض المعتمرين الغاضبين من ان المملكة تسيء لهم ولمصر شيء في مجمله لا يمكن ان نعممه فقد يكون صدر من شخص غير مسئول وبصفة فردية، أما ان تسيء المملكة لمصر لمجرد اننا نحاكم الرئيس السابق فهذا ما أعلن السفير رفضه بصورة مباشرة كما أكد في بداية حوار تليفزيوني علي قناة الحياة ان الملك عبدالله خادم الحرمين ونوابه يكنون للمواطن المصري كل الاحترام والتقدير والدليل علي ذلك ان هناك ما يقارب ال007 ألف تأشيرة للعمرة منحت للمصريين من بين أكثر من 5 ملايين أدوا العمرة وهو ما يعادل تقريبا خمس المعتمرين كلهم من كل دول العالم. المشكلة في الحقيقة والتي تكررت ليس هذا العام فقط ولكن في أعوام سابقة لا تحدث الا في الأيام الخمسة عشر الأخيرة دائما من شهر رمضان وتتمحور حول تخلف الآلاف من المعتمرين عن مواعيد عودتهم انتظارا لحضور ختم القرآن الكريم ليلة القدر بالمسجدين المكي والنبوي بمكة والمدينة وبعد انتهاء الصلاة يفاجأ المسئولون عن شركات الطيران، والمطار في جدة والمدينة بالآلاف من المعتمرين يتوجهون في غير مواعيد طائراتهم التي لم يلتزموا بها للمطار لمحاولة العودة وكلهم تقريبا يطلبون السفر في وقت واحد ويوم واحد 92 رمضان وقبل ليلة العيد وهو شيء فوق طاقة البشر والطيران والعقل فما بالك ان كل هؤلاء يحملون معهم من الامتعة ما يفوق الوصف. الحقيقة تقول أيضا ان هناك سلوكيات خطأ نرتكبها في رحلاتنا إلي السعودية للحج أو العمرة وهو ما لاحظته علي مدي سنوات كنت فيها قريبا من بعثات الحج السياحي منها ثقافة الشراء بلا حساب في الأسواق وشحن هذا داخل ما نطلق عليه في ريفنا »الزنبيل« وهو اشبه بالكيس القماش وهذا الشيء الذي يصل وزنه إلي عشرات الكيلوجرامات من الوزن منه الألاف التي يتقن المصريون ملأه بما يتم بيعه في مصر وهذه في حد ذاتها مشكلة. قد تكون هناك بعض المضايقات حدثت من بعض الموظفين غير المسئولين وتتم علي المستوي الشخصي ولكن يجب ان يبحث الأمر في إطار العمل علي راحة الجانبين. الأمر سهل علي السلطات السعودية كما أكد السفير السعودي أحمد القطان من ان من يكسر الاقامة في أي دولة في دول أوروبا أو أمريكا تتم معاقبته بعدم دخول تلك البلاد مرة اخري والسعودية تعطي التأشيرة للعمرة لمدة 51 يوما ولكن يتم كسرها من مئات الألوف وبينهم المصريون وبذلك يكون المنع ممكنا ولكنه بكل صدر رحب أكد ان ذلك صعب جدا ان تتخذه المملكة ضد المصريين الذين تكن لهم المملكة حكومة وشعبا كل التقدير والاحترام.. ومع هذا إذا اردنا ان نحل المشكلة والا تتكرر فعلي الطرفين المصري والسعودي ان نناقش ونستمع لبعضنا حتي ولو كانت المضايقات فردية أو لا تمثل وزنا علي الصعيد بين البلدين ولكنها نغصت علي المعتمرين عمرتهم وعلينا ان نعرف أساس المشاكل وان نحلها بشرط ان نلتزم تماما بأي قرار يتخذ فمصر والسعودية شقيقتان لا تنفصلان.