درس بالغ الدلالة قدمته حكومة (أردوغان) التركية،الي الحكومات العربية،والي الحكومة المصرية تحديدا، فقد عرفت كيف ترد علي الصلف الاسرائيلي، واعتداء وحدات الكومندوز الاسرائيلي علي اسطول الحرية في العام الماضي (وكان متجها الي غزة لكسر الحصار المفروض عليها) وما اعقبه من مجزرة علي ظهر السفينة (مرمرة) وقتل 9 من المواطنين الاتراك.. وترد علي قرار الاممالمتحدة المخجل، بتبرئة اسرائيل من حصار غزة، والاعتراف بقانونية الحصار البحري الذي فرضته اسرائيل علي غزة ، واعتباره عملا مشروعا ، لمنع دخول الاسلحة ، يعني الأممالمتحدة بقرارها المنحاز تماما الي اسرائيل، فرضت شرعية دولية وقانونية للعنف والانتهاكات الاسرائيلية. لم تنتظر الحكومة التركية، قامت بطرد السفير الاسرائيلي في انقرة، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي الي ما دون السكرتير الثاني، وتعليق كل الاتفاقيات العسكرية بينها وبين اسرائيل.. طبعا هذه الاجراءات أقل من إغلاق السفارة، وقطع العلاقات، لكنها أيضا موقف قوي وشجاع ،وهو أيضا موقف أول، لم يحدث من قبل من أي دولة عربية، رغم الانتهاكات الاسرائيبية المتواصلة. رد الفعل التركي ، وضع الموقف السياسي المصري في حرج، خاصة بعد حادث قتل الاسرائيليين لخمسة من عساكر الحدود، فرغم الغضب المصري الشعبي الجارف ، والمطالبة بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة ،وسحب السفير المصري من تل ابيب، فلم يحدث شيء سوي الشجب من جانبنا، وبعض الأسف، أو بعض الاعتذارات من الجانب الاسرائيلي، وربما الحديث عن إعادة تسليح سيناء ، أو تعديل في بعض بنود (كامب ديفيد) والبند الأخير علي أهميته، الا أن الموقف السياسي المصري، كان بحاجة الي شجاعة أكبر، في ظل ثورة أحدثت تغييرا جذريا بالضرورة، في تعاملنا مع أنفسنا ،وتعامل الاخرين معنا.