عندما تكون هناك مظاهرة ممتدة ليومين أمام باب الدخول للمسرح القومي بالعتبة قوامها شباب وفتيات وعائلات لعدم تمكنهم من الدخول لمشاهدة عرض » قهوة سادة » الذي يعاد عرضه بعد 10 سنوات من عرضه الأول ضمن عروض المهرجان التجريبي والمعاصر، فلابد أن نتوقف أمام ما حدث لندرس الموقف ونحلل أسباب هذا الإقبال الجماهيري علي هذا العرض بالذات دون العروض الأخري التي تمت إعادة عرضها لأنها حققت جوائز خلال دورات المهرجان، أو العروض الأجنبية والعربية التي تضمنتها دورة اليوبيل الفضي للمهرجان. أن يمتلئ المسرح القومي عن آخره، وتقف الجماهير المحتشدة من الساعة الرابعة أمام بوابة المسرح القومي الرئيسية تهتف ومنادية بأعلي صوتها للسماح لها بالدخول، والمسرح في الداخل لا يستوعب أي متفرج إضافي، فهذا نجاح ينسب لعرض »قهوة سادة» ولا يعني نجاحا للمهرجان التجريبي والمعاصر كما يلوك المتاجرون بذلك، والدليل هو فشل أغلب عروض المهرجان في جذب واحد علي عشرة من نسبه الجمهور الذي امتلأ به المسرح القومي ومن احتشدوا في الخارج وتسبب احتشادهم وتزاحمهم في تعطيل حركة المرور في المنطقة المحيطة بالمسرح القومي، وتسبب أيضا في احتكاكات طفيفة بين رجال أمن المسرح والجمهور الغاضب الراغب في الدخول، ولولا غلق الباب الحديدي لكانت حدثت اشتباكات فعلية. لهذا خرج المخرج المبدع الكبير خالد جلال من صالة المسرح متوجها إلي البوابة الخارجية للمسرح ليهدئ من غضب الشباب، شارحا وموضحا أن كل مقاعد المسرح في الصالة والبلكون والبناوير امتلأت عن آخرها، ومؤكدا أن المسرح له سعة استيعاب محددة ومن غير المقبول أن يتم إدخال جمهور إضافي وإلا تحولت صالة المسرح إلي فوضي ولن يستطيع تقديم العرض، ووعد خالد جلال الجماهير الشباب الغاضب بأنه سوف يقدم العرض لمدة ليلتين إضافيتين عقب انتهاء المهرجان التجريبي، خاصة أن أحد الشباب قال لخالد جلال انه جاء وأصدقاؤه خصيصا من الاسكندرية لمشاهدة العرض، هناك رغبة جماهيرية وطلب شعبي بإعادة عرض المسرحية لموسم آخر بمركز الإبداع، أو بالمسرح القومي ولو لمدة 15 ليلة، ونحن نساند هذا الطلب ونشجعه، خاصة أن »الأخبار» هي الوحيدة التي نشرت قبل تقديم العرض بالمهرجان العنوان التالي : »قهوة سادة» متوقع »كامل العدد»، وصدق توقعنا.