كان اللواء محمد الرفاعي أحد أبرز وأخطر أعوان الزعيم الليبي معمر القذافي في تنفيذ عملياته ومغامراته وجرائمه العسكرية، داخل ليبيا أو خارجها، خاصة تلك التي قام بها في »تشاد« عام 6791.. واستمر اللواء محمد الرفاعي منفذا جسورا لمعظم شطحات »الأمين علي القومية العربية« المعروف باسم الأخ العقيد معمر القذافي حتي نهاية الثمانينيات.. وقتها قرر »الرفاعي« الابتعاد تدريجيا عن »القذافي« بعد أن اكتشف أخيرا جدا أنه ليس »أمينا« علي أي شيء!. ولأن »الرفاعي« يعرف جيدا وحشية »القذافي« في تصفية المرتدين »الخونة« فقد سعي للنجاة بحياته وطلب اللجوء السياسي الي الولاياتالمتحدة، وهو ما ترفضه السلطات الأمريكية!. في عام 3991 تم القبض علي اللواء محمد الرفاعي بتهمة »التخطيط لاغتيال الزعيم« وألقي به لمدة 01 سنوات في سجن »أبوسليم« أبشع معتقلات التعذيب في »الجماهيرية الليبية العظمي« يكفي ان المتهم أمضي 8 سنوات داخل زنزانة ضيقة لم يغادرها، وحرم من رؤية أو زيارة أحد من أسرته، إلي أن أطلق سراحه في عام 3002، ليواصل حياته معزولا، مهموما، بلا عمل ولا مال، ومحروما في الوقت نفسه من مغادرة ليبيا بعد سحب جواز سفره. في مارس 1102 اشتعلت الثورة الشعبية ولا تزال ضد القذافي ونظامه، وتسارعت انتصارات الثوار في تقزيم كتائب القذافي التي يتوالي هروبها وتخليها عن مواقعها في طول البلاد وعرضها وهو ما أفزع »الأخ العقيد« خاصة بعد أن أعلن المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن انزعاجه الشديد من قتل المدنيين الليبيين بكل ما يملكه القذافي من قذائف وصواريخ ومدرعات ورشاشات وقنابل في أيدي فلول كتائبه وعناصر المرتزقة القتلة بالأجر الذين استوردهم »سيف الاسلام« و»خميس« القذافي من الدول الأفريقية المجاورة. قبل 01 أيام من تدخل قوات حلف الاطلنطي الناتو لحماية المدنيين من حرب الابادة التي ينفذها القذافي وأولاده، تلقي اللواء المتقاعد: محمد الرفاعي إتصالا غريبا، وغير متوقع، من آخر مخلوق علي ظهر الأرض! فوجيء »الرفاعي« بصوت »القذافي« يبادره عارضا عليه »تولي قيادة الجيش ويقوم باكتساح مدينة بنغازي، ولا يتركها إلا بعد القضاء علي كل رجل وإمرأة وطفل وشيخ من فلول الخونة وعملاء الصليبيين«!. يقول اللواء محمد الرفاعي في حديثه المنشور، أمس مع مراسل صحيفة »42 ساعة« السويسرية: إنه فوجيء بمكالمة القذافي، وصدم أيضا في العرض الذي طرحه عليه! فالديكتاتور الذي لايزال يؤمن ويثق حتي الأمس واليوم، ولآخر يوم في حياته بأنه الأصح، والأقوي، والأعظم، والأمين علي الكرة الارضية، لم يجد أدني غرابة في أن يرفع سماعة تليفونه ويطلب أحد أبرز »جنرالاته« السابقين ناسيا أنه سبق أن زج به عشر سنوات كاملة في سجن الرعب الإنفرادي الانعزالي ويعرض عليه ببساطة متناهية وكأنه يمنحه مجدا وجاها وسلطات بلا حدود أن يتولي تدمير ثاني أكبر مدن ليبيا، وسحق سكانها، وسحل رموزها، والتمثيل بجثث أطفالها وشيوخها!. ضحالة ثقافته، وانحطاط قراراته، ووحشية آدميته، صورت لمعمر القذافي أن معاونه وحليفه وغريمه السابق اللواء محمد الرفاعي سوف يهلل شكرا، وتباهيا، وتقديرا، لمن ألقي به 01 سنوات في سجن أبوسليم، ثم تنازل وتعطف وتسامح وأمر بانتشاله فجأة من حياة الفاقة والعوز والرعب التي يعيشها منذ الإفراج عنه في 3002، ليسند إليه منصب القائد العام للجيش الليبي!. .. وردا علي العرض السخي، المذهل، سمع القذافي من الرفاعي آخر ما كان يخطر علي عقله السقيم.. ونواصل غدا.