يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي الْيَوْمَ الي الولاياتالمتحدةالامريكية في زيارة تستغرق نحو6 ايام للمشاركة بأعمال الدورة ال 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية بمدينة نيويوركالامريكية، والتي تركز في دورتها الحالية علي قضايا التنمية وحفظ الأمن والسلم الدوليين ومكافحة الاٍرهاب وحقوق الإنسان. حيث يلقي الرئيس كلمة مصر في النقاش العام للقادة والرؤساء المشاركين في الجمعية العامة للامم المتحدة والذي يبدأ الثلاثاء القادم، ومن المقرر أن يكون محوره تعظيم وتوسيع دور الأممالمتحدة وتوثيق صلتها واهميتها للجميع »القيادة العالمية والمسئوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام والتكافؤ». وكشفت مصادر مطلعة ل »الأخبار» ان الرئيس سيقدم في كلمته امام الاممالمتحدة رؤية شاملة حول موقف مصر من كافة التحديات العالمية كما سيدعوالمجتمع الدولي الي التحرك بفاعلية اكثر لاحتواء ومنع الصراعات المسلحة، ومواجهة خطر الإرهاب، ونزع السلاح النووي، ومعالجة مكامن الخلل الكبري في النظام الاقتصادي العالمي، وسيلفت أنظار العالم الي ما وصلت اليه المنطقة العربية والشرق الأوسط من اوضاع متردية علي كافة المستويات نتيجة لهذا الخلل، وتحولها الي بؤرة للصراع والحروب الأهلية والأكثر تعرضاً لخطر الإرهاب، وبات واحدٌ من كل ثلاثة لاجئين في العالم عربياً. ويجدد السيسي التأكيد علي أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية، هوالتمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التي تقوم علي مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الانسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أوالطائفية أوالعرقية أوالقَبَلية وهوالمبدأ الذي يعد جوهر سياسة مصر الخارجية ومقاربتها الرئيسيّة في التعامل مع كافة قضايا المنطقة وعلي رأسها الاوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن . وستحتل القضية الفلسطينية موقعا بارزا في كلمة الرئيس بالتأكيد علي ضرورة الإسراع بالتوصل الي تسوية شاملة وعادلة للقضية تقوم علي الأسس والمرجعيات الدولية، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كأساس للانتقال بالمنطقة كلها إلي مرحلة الاستقرار والتنمية، مشددا علي أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدي الذرائع الرئيسية التي طالما استغلها كي يبرر تفشيه في المنطقة، وبما يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش في أمان وسلام . كما يلفت الرئيس السيسي الي قضايا القارة الافريقية مؤكدا اعتزاز مصر بجذورها الافريقية وحرصها علي تعميق دورها في مواجهة قضايا القارة السمراء والتي يأتي علي رأسها الفقر والمرض والتنمية مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته في تعزيز حق الشعوب نحوحياة افضل ويؤكد الرئيس علي التزام مصر، بحربها الضروس لاستئصال الإرهاب من أرضها، والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم ومواجهة جذور ومسببات الأزمات الدولية، الفكرية والاقتصادية. ومن المقرر ان يشارك السيسي العديد من القادة والرؤساء في قمة نيلسون مانديلا للسلام الاثنين القادم، احتفالاً بالذكري المئوية لميلاد الزعيم الجنوب الإفريقي نيلسون مانديلا، حيث سيتم اعتماد إعلان سياسي، ويؤكد خلالها علي الدور التاريخي لمانديلا في قضايا التحرر الوطني ومناهضة العنصرية وتحقيق التنمية للشعوب الإفريقية. كما تشارك مصر في الدورة التاسعة للمنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب الأربعاء القادم، والذي يعقد سنوياً علي المستوي الوزاري علي هامش الجمعية العامة، وسيركز علي ظاهرة الإرهابيين الأجانب والعلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة ومحاكمة المتهمين بالإرهاب. ومن المنتظر ان يعقد الرئيس السيسي عددا كبيرا من اللقاءات مع مجموعة من رؤساء وقادة العالم المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة منهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما يلتقي بمجموعات مختلفة من النخبة الامريكية في دوائر صنع القرار بالولاياتالمتحدة، وأعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية، وكيفية التعامل معها كما يجري لقاءات إعلامية مع وسائل اعلام أمريكية . وتعد هذه الزيارة المشاركة الخامسة للرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة منذ توليه المسؤولية في عام 2014 حيث تعد هذه الاجتماعات الحدث الابرز علي الاجندة الدوليةوالملتقي الأكبر لقادة العالم سنويا.