يارب هذا عمر جديد يبدأ أرجو أن يكون أروع من كل السنوات التي طويناها، عمر أروع تتحول فيه عيون البشر من القسوة إلي سماء تمطر حباً وأماناً، تتحول فيه قلوب البشر إلي موسم ربيع دائم بكل مافيه من زهور ملونة . كل عام يمضي ، يتحول العمر إلي مساحة صغيرة نتحرك فيها نحو الأماني التي ننتظر تحقيقها ، نخاف من أن يمضي العمر دون أن ننجز أشياء ترضي مشاعرنا وترضي بها عنا ، نضحك علي أنفسنا التي تركت العمر يمضي في سرعة لم نتوقعها ، يضيف لنا سنوات لانريدها ، ويأخذ بشراً كانوا أغلي مانملك ، ويسرق أحلاما كانت خضراء نتصور أننا قادرون علي تحقيقها كما نشاء ، فنكتشف أن الأمر كان مجرد خيال أطفال لا يريدون للعمر أن يمضي أو للطفولة أن تموت ! يارب ألهمنا الصواب حين نفقده ، والحب حين نسخر منه ، والكلمة الحلوة حين تصبح كل الحروف قاسية صعبة صلبة ، امنحنا من خيرك تسامحاً نصفح به بقلب أبيض وننسي فيه دون أن يضيع مزيد من العمر في محاولة انتقام أو كراهية . يارب حين أنظر في وجوه أطفال تلعب في براءة أسأل نفسي سؤالا صعبا: لماذا لم نبق أطفالا بقلوب لاتعرف إلا الحب ، تهفو إلي كل ماهو جميل ، يسعدها التفاصيل الصغيرة ، وتحب الأعياد بكل ابتسامات البشر فيها ، وكل الألعاب البسيطة التي تتركنا ملائكة علي بساط . وأستغفرك ربي وأهمس: حكمتك يارب . لاتستحق الحياة كل هذه المعاناة التي نصنعها لأنفسنا ، لاتستحق أن ننام علي هموم لاتنام معنا ، تظل تؤرقنا وتقتلنا كل ليلة كأنها تجد لذتها في عذابنا المتواصل ، لماذا لاننام كالأطفال مرة واحدة وبعمق فنصحو بصدر نقي صاف لنستقبل يوم جديد بكل مانملك من طاقة وحلم . يارب كل يوم نضيف إلي حياتنا شيئا من العذاب وشيئا من الخوف وشيئا من الحيرة ، نتحمل مالاطاقة لنا ونحن نتصور أننا نضيف مزيدا من السعادة ، نكذب علي أنفسنا ، يارب أشد عذاب أن يكذب الإنسان علي نفسه .. ويتحول إلي مرآة لاتعكس الحقيقة ، فأرشدنا يارب إلي الصدق ، أن نصبح أكثر صدقا مع أنفسنا وأن نجد الطريقة التي تجعلنا نعرف المعني الحقيقي الذي خلقتنا يارب من أجله . يارب اجعلنا نري الحياة بسيطة جميلة كما خلقتها لنا ، اجعلنا نشعر بالأمل بعد أن فقدناه لنعيش ، نشاهد الحلم الذي ضاع يتحقق كل نهار ، يارب أصبحنا نشكو من كل شيء، والأصل أن نرضي بكل شيء، وهذا سبب ضعفنا ويأسنا وخوفنا من الأيام التي نعيشها . يارب يقينا لاتنسي عبادك في مفترق الطرق ، ترشدهم مهما ضلوا وترعاهم مهما ابتعدوا وتمنحهم القوة في ضعفهم . نقف علي بابك نتعلق بنورك ونستقبل أيامنا التي لم تأت بعد وندعو من القلب : يارب. جلال قدرك يكفينا لنبدأ من جديد.