لم تكن معارك محمد صلي الله عليه وسلم من أجل شهرة، ولاجاه ولا سلطان ولا عظمة، ولا تخليد لاسمه صلي الله عليه وسلم ولكنها كانت من أجل رفعة الإسلام، ورفع راية لا إله إلا الله. التزام المسلمون في كل المعارك بوصايا النبي صلي الله عليه وسلم المستدامة بألا يقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ والعزَّل ولا يحرقوا البيوت ولا الزرع. أخذ النبي صلي الله عليه وسلم بالأسباب، وتشاور مع أصحابه، ووضع الخطط، واستخدم المكيدة، والمناورة، رغم علمه بتأييد الله لجنوده، ووعده بنصر نبيه.. وشهدت المعارك النصر والهزيمة لتصير علامات علي الطريق، حتي لا يتواكل المسلمون، وحتي يظل الجهاد في سبيل الله أعلي مراتب الإيمان، وتظل الشهادة غاية كل مسلم. لم تقتصر معارك النبي »صلي الله عليه وسلم« علي الحروب فقط بل كانت هناك معارك سياسية، ومفاوضات، مع الكفار، واليهود، وعندما نقض الكفار العهد حاربهم، ولما نقض اليهود العهد حاربهم في عقر دارهم، ولم يرهب المسلمين لا كثرة عداد ولا عدد الأعداء، فمن يتوكل علي الله فهو حسبه. أخفق المسلمون مرتين وانهزموا عندما لم يطيعوا أوامر قائدهم رسول الله صلي الله عليه وسلم في أحُد، وعندما غرهم عددهم في »حُنين«. شهد النبي 21 معركة من السنة الثانية حتي السنة التاسعة للهجرة فكان فيها أعظم القادة علي وجه الأرض.. انتهي رمضان.. ولن تنتهي سيرة محمد صلي الله عليه وسلم .