برديات

عيد فطر بطعم الحرية

كل عام وأنتم بخير.. احتفلنا أمس بأول أيام عيد الفطر.. هلل المصريون وكبروا.. الله أكبر كبيرا.. والحمد لله كثيرا.. وسبحان الله بكرة وأصيلا عيد هذا العام يحمل مذاقا جديدا.. وشعورا مختلفا.. الحمد لله.. جاء العيد وقد انتصرت ارادة الأمة.. ونجحت ثورة الشعب في اسقاط نظام فاسد.. الله أكبر لقد دخل رموز النظام السابق خلف القضبان في انتظار حكم القضاء العادل الذي يعيد للشعب حقوقه المنهوبة.. ويقتص ممن اغتالوا بسمة اطفاله.. ونهبوا ثرواته علي مدي عقود طويلة.
الله أكبر رددها المصريون وهم فرحون سعداء بعد حصولهم علي حريتهم.. وبعد ان تخلصوا من كابوس زوار الفجر الذين كانوا يقيدون حريتهم في الاعتكاف بالمساجد.. والصلاة في الساحات المفتوحة.. والحمد لله كثيرا لقد خرج الملايين إلي الساحات المفتوحة لأداء صلاة العيد يرفعون اصواتهم بالتكبير والتهليل.
وإذا كان العيد بطعم الحرية اجمل وأفضل.. فإن فرحة العيد لن تكتمل الا بعودة الهدوء الي الشوارع.. والقضاء علي مظاهر البلطجة وفرض الاتاوات التي تروع الآمنين.. تكتمل بعودة الامن إلي ربوع الوطن ويخرج المواطنون للاحتفال بالعيد بلا خوف أو وجل.
تكتمل فرحتنا بالعيد حينما تنجح الشرطة في جمع ترسانة الاسلحة من أيدي الخارجين علي القانون الذين يهددون أمن الوطن والمواطنين.. تكتمل الفرحة بعودة عمالنا إلي عنابر الانتاج وانتهاء الوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية في وقت توقفت فيه عجلة الماكينات والمعدات عن الدوران.. يوم يعود فلاحونا إلي حقولهم ليزرعوا ما نأكله وما ننسجه لصناعة ما نلبسه.. يوم ننجح في صناعة السيارة التي نستقلها والتي عجزنا عن انتاجها طوال 06 عاما.. يوم ننتج كل ما نحتاج بدلا من استيراد كل شيء من الابرة حتي الصاروخ.
تكتمل فرحتنا بالعيد يوم يعود معدل توافد السائحين إلي بلادنا الي ما كان عليه. وتعود الاستثمارات الهاربة مرة أخري لتنعش اقتصادنا المتردي.. يوم نغزو اسواق العالم بمنتجات تتزين بشعار صنع في مصر.
عيدنا سعيد يوم لا نجد بيننا فقيرا او محتاجا يستحق صدقة فطرنا او زكاة أموالنا.. يوم لا يوجد بيننا عاطل عن العمل.. يوم يحس العالم ان شعب مصر شعب متكافل.. كل منهم يأكل من عمل يده.. ولا ينتظر مساعدة من أحد سواء علي مستوي الافراد او الدولة المصرية..
عيدنا سعيد يوم تختفي من قاموسنا كلمة مسلم ومسيحي ويحل محلها كلمة مصري ولا يوجد في قاموسنا اصطلاح الفتنة الطائفية.. حيث نعيش جميعا اخوانا متحابين علي أرض مصر الطيبة.. يوم يحترم صغيرنا كبيرنا.. ويعطف كبيرنا علي صغيرنا.. يوم لانتناحر علي منصب او عرض زائل.. يوم تكون قلوبنا بيضاء بلون ملابسنا في العيد.
كلمات حرة مباشرة:
الله اكبر من كل ظالم ومن كل جبار متكبر.. نصر عباده.. وهزم اعداءه وأظهر قدرته.. فسبحان الله لا ينازعه في صفة الجبروت أحد إلا أذله.
e- maksoud-52@yahoo.com