سجلت الساعات الأولي لإعصار "إيرين" الذي ما زال يضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة مقتل تسعة أشخاص ووقوع أضرار فادحة بالممتلكات وانقطاع واسع في الكهرباء وشبكات النقل، في حين يزداد القلق حيال الأضرار التي قد تتكشف لاحقاً في المدن الكبري، وعلي رأسها نيويوركوواشنطن وفيلادلفيا. وبدت نيويورك أشبه بمدينة أشباح خاصة بعد إغلاق المطاعم وتوقف حركة المطارات ووسائل النقل العام وكرر رئيس المدينة مايكل بلومبرج دعوة السكان إلي ملازمة منازلهم بعد أن أعلن أن الإعصار وصل إلي المدينة وتوقع أن يكون خطيرا للغاية. ولم يتردد بلومبرج في توجيه تحذيره قائلا "انها مسألة حياة او موت". وتوقع بلومبرج ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير، ناصحا سكان نيويورك بعدم الاقتراب من النوافذ. وتحولت نيويورك إلي مدينة أشباح مع أوامر بإجلاء 370 ألف شخص من المناطق المعرضة للفيضانات بما في ذلك المناطق القريبة من وول ستريت وفي كوني أيلاند. وأسفر الإعصار عن انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 1.8 مليون منزل ومصلحة في كارولاينا الشمالية وفرجينيا وماريلاند وديلوار وأثر ذلك علي العمل في مصافي النفط وأجبر المحطات النووية علي خفض الكهرباء. وأغلق خفر السواحل ميناء فيلادلفيا وهو مرفأ نفطي. وقد غادر آلاف السكان والسياح بلدات ساحلية علي امتداد شاطئ ولاية نيوجيرسي قبل ساعات من وصول الإعصار إيرين. وأوقفت شركة اكسيلون لتوليد الكهرباء العمل في محطة أويستر كريك للطاقة النووية والتي تمد 600 ألف منزل في نيوجيرسي بالكهرباء كاجراء احترازي. وقال متحدث باسم الشركة ان من المتوقع أن يكون اغلاق المحطة لفترة قصيرة . وفرغ القسم الاكبر من مدينة كاب ماي السياحية من سكانه. وأغلقت جميع قطارات مترو الأنفاق والحافلات والعبارات الشهيرة في ستاتن أيلاند كما أغلقت خمسة مطارات في حين بقي مطاران فقط مفتوحين للرحلات المغادرة. ويقول مسئولون إن الخطر الأكبر يتمثل في الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار، وأشاروا إلي أن عدة مناطق معرضة للفيضانات من ضمنها الحي المالي في مانهاتن والمنتجعات الشاطئية المنخفضة في بروكلين وكوينز وأيضا لونج آيلاند. واستبعدوا أن تكون ناطحات السحاب في مانهاتن مهددة بحدوث أضرار جسيمة، ولكنهم حذروا من أن انقطاع التيار الكهربائي قد يترك السكان بدون مياه وضوء ومصاعد. وكان ايرين قد بلغ اليابسة أول أمس في كارولاينا الشمالية مصحوبا برياح عاتية وامطار غزيرة. ولقي سبعة اشخاص مصرعهم في كارولاينا الشمالية واثنان في فرجينيا، احدهما فتي في الحادية عشرة من عمره في سقوط شجرة علي المبني الذي يقيم فيه، اضافة الي شخص في فلوريدا وفق اجهزة الاغاثة. ويتوقع ان يتجه ايرين الي واشنطن وبوسطن، وقد تصاحبه امواج بارتفاع ما بين ثلاثة واربعة امتار بحسب المركز الوطني للاعاصير. وتشاور الرئيس اوباما الذي يتابع التطورات ساعة بساعة، مع فريقه المكلف الحالات الطارئة والذي يضم خصوصا نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو. وما زال ايرين اعصارا خطيرا تبلغ سرعته 140 كيلومترا في الساعة.