إذا ما أردنا توصيفا صحيحا وموضوعيا لمنتدي التعاون الصيني الافريقي، الذي انطلقت أعماله بالأمس في العاصمة الصينيةبكين، في قمة تاريخية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ومشاركة زعماء وقادة القارة الافريقية،...، فلابد ان نقول إنه حدث ضخم ونقلة نوعية كبيرة في مسيرة التنمية الافريقية والتعاون الصيني مع الدول النامية بصفة عامة والدول الافريقية علي وجه الخصوص. والحقيقة علي أرض الواقع الدولي تؤكد دون شك، ان هذا المنتدي يعد من أبرز وأهم الفعاليات الدولية ذات التأثير الكبير بالنسبة للتنمية في القارة الافريقية، في ظل السعي المشترك من دولة الصين والدول الافريقية لدعم وتقوية علاقات التعاون بينهما وصولا للشراكة الاستراتيجية الشاملة والتعاون المشترك في كافة المجالات. ويحتل التعاون المصري الصيني موقعا فاعلا ومؤثرا، علي خريطة التنمية الاقتصادية الشاملة علي الساحة الافريقية، انطلاقا من الانتماء المصري الطبيعي للقارة الافريقية، وما يربطها من علاقات قوية مع الدول الافريقية الشقيقة، وما تقوم به من جهد متواصل لتقوية ودعم التعاون المشترك مع دول القارة، لتحقيق التنمية الشاملة والمصالح المشتركة والمتبادلة. وفي هذا الإطار تعتبر العلاقات والروابط القوية والمتميزة بين مصر والصين، وما بينهما من صداقة تاريخية وشراكة اقتصادية متطورة، ركيزة أساسية وقاعدة انطلاق قوية لتنفيذ المشروعات والخطط التنموية التي اعلن عنها في المنتدي الصيني الافريقي، في ظل الموقع المتميز لمصر علي الساحة الافريقية، والثقة الكبيرة التي تتمتع بها بين كل الدول الشقيقة بالقارة. ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة والواقع إذا ما قلنا ان السر وراء النجاح الكبير المتحقق والمأمول للصداقة الصينية الافريقية، لا يعود فقط إلي ما تقدمه الصين من مساعدات اقتصادية للدول الافريقية، وما تنفذه من مشروعات البنية الأساسية لدول القارة،...، ولكنه يعود أيضا إلي التوجه النظيف للسياسة الصينية تجاه افريقيا وهو القائم علي الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وعدم السعي لفرض أي شروط سياسية في مقابل المساعدات، وحرصها الدائم علي أن تكون المنافع والمصالح متبادلة للطرفين.