ربما تندهش إذا سمعت أن هناك من يرسم بالضوء، لكنها تجربة مثيرة نادرة في مصر، أبدع فيها فادي فرنسيس وهو صحفي وفنان مصري احترف الرسم بأنواعه، التصوير الفوتوغرافي والنحت، ما دفعه للبحث في ذلك الفن » light paintingالذي انتشر في أوروبا في الخمسينيات علي يد الفنان بيكاسو واشتهر في حقبة التسعينيات، ومن ثم قام بتطويره وأضاف له الكثير لتعرض منتجاته من الرسم بالضوء لأول مرة في معرض »نور الشكل» العام الماضي بدار الأوبرا المصرية. ويعتمد الرسم بالضوء علي تحضيرات بسيطة لكنها مهمة وتعد أساس هذا الفن، وبشرحه لطريقة رسم »بورتريه» وجه محمد صلاح علي سبيل المثال، يوضح فادي أنه يقوم برسم الوجه علي ورق مقوي أسود وتفريغه من الداخل ثم يضع اللوحة أمام عدسة الكاميرا في غرفة مظلمة تماما، ويمرر الضوء الملون خلف الرسمة في الوقت الذي تلتقط فيه الكاميرا الصورة، ويستغرق ذلك 30 ثانية تسجل فيه الكاميرا الضوء المشكِّل لوجه محمد صلاح وتنتج صورة ملتقطة مضاءة، ولم يقتصر فادي علي طريقة رسم الوجه فقط لكنه أضاف لهذا الفن باستخدامه أدوات مختلفة كأشكال »سيلويت» يقوم برسمها وتفريغها، وتمرير أكثر من ضوء ملون خلف الكاميرا، فأخرج لوحات كاملة بالضوء، وبألوان مختلفة حيث يكون الضوء بمثابة التلوين. ويعتمد فادي علي قدراته في الرسم حيث إنه درس الفن التشكيلي والتحق بأكاديمية القاهرة للفنون، وشارك بلوحاته في معرض الفن التشكيلي بألمانيا، وحصلت لوحته »مصر الأم» التي تعبر عن ثورة يناير المصرية علي المركز الأول في مسابقة جامعة القاهرة للفن التشكيلي، بالإضافة إلي تمكنه من التصوير الفوتوغرافي وهو ما يعد العامل الأساسي للرسم بالضوء. ويشير فادي إلي أن تلك العملية تحتاج صبرا شديدا وحرص علي التمكن من الإضاءة الصحيحة وفي الوقت المناسب،بالاضافة إلي ضبط الكاميرا، ويقول : »انها تشبه الرسم علي الهواء باستخدام أدوات معينة لإخراج صورة علي الكاميرا»، ويعرض فادي فيديوهات تعليمية وتعريفية بطريقة الرسم بالضوء علي صفحته علي »فيس بوك» وذلك بعد أن تلقي الكثير من التعليقات الإيجابية علي لوحاته التي كانت تركز بقوة علي محاولة التعرف علي تقنيات ذلك الفن، وإلي جانب تلك الأعمال الفنية نشر فادي أيضا أعماله الصحفية فهو في الأساس محرر دبلوماسي،ولم يمنعه عمله من الإبداع في هوايته، بل أنه يسعي للمزج بينهما من خلال استخدام رسومات الضوء في موضوعات وقصص صحفية، وبطبيعته كفنان يجري في عروقه الفن جعله طواقا للمزيد فقام بنحت تماثيل من الصلصال للشخصيات الكرتونية الشهيرة بوجي وطمطم وميكي ماوس، وتماثيل فنية مثل أم كلثوم في تجربة جديدة جعلت متابعي صفحته يطلبون منه عمل ورش لتعليم الأطفال ذلك الفن.