من حق الزميل الاستاذ مصطفي بلال مدير تحرير الأخبار ان نرفع له القبعة ونهنئه علي حملته الناجحة التي استمرت أكثر من 3 أعوام من أجل تنمية وتعمير سيناء باعتبارها خط الدفاع الاول عن مصر.. بعد ان كدنا نيأس من عدم تحقيق أي شيء من مشروعات تنمية هذا الجزء العزيز من الوطن. لقد تأكد بُعد نظر مصطفي بلال ان تنمية سيناء وزرعها بالبشر هو أفضل استثمار في مصر ذلك ان سيناء هي البوابة التي دخلت منها كل الجيوش التي غزت مصر منذ أيام الهكسوس والحيثين وحتي جيوش الصهاينة. وإذا كانت إسرائيل قد اعتدت علي عدد من ابنائنا الأبرار علي الحدود وقتلت 5 شهداء واصابت آخرين فقد كان هذا الاعتداء مدبرا وليس بطريق الخطأ ذلك ان باراك وزير دفاع الصهاينة قد صرح قبل هذا الاعتداء بيوم واحد أن مصر لا تستطيع فرض الأمن علي سيناء.. وذكر المحللون ان اسرائيل تريد احتلال ما بين 7-8 كيلو مترات من سيناء لاسكان أهالي غزة لحل مشكلتها.. ولهذا فإن هذا العدوان السافر لا يمكن أن يمر مرور الكرام كما مر غيره من قبيل الاكتفاء بتقديم اعتذار.. لابد ان يحاكم من قام بهذه الغارة الغادرة ويلقي جزاءه الرادع علي ما اقترفت يداه.. ولابد ان يكون الرد المصري قاسيا داخل حدود اسرائيل اذا كان الأمر سيكتفي فيه الاعتذار وعندها سوف نقدم اعتذارنا لأسر القتلي الاسرائيليين. ولعل الغضبة الشعبية العارمة التي عمت مصر من اسوان حتي الاسكندرية ورفع العلم المصري علي مبني السفارة الاسرائيلية وحرق العلم الاسرائيلي فيه رسالة واضحة للارهابيين الاوائل جيراننا الجدد.. كما اسماهم استاذي وجية ابوذكري .. ان الشعب المصري لن يسكت علي اهدار دم ابنائه والاعتداء علي حدوده.. وانه سيرد الصفعة بأقسي منها لان الحلول الدبلوماسية لن تجدي ولكن كما قال عبدالناصر من قبل: »ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. ودم شهدائنا غال جدا ولابد من القصاص لهم من المعتدين الغادرين. مصر لم تبدأ ابدا بعدوان علي أي من جيرانها علي مدار تاريخها.. ولكنها لا تقف عاجزة أمام أي عدوان يقع علي أراضيها.. ودروس التاريخ أكدت ان اليهود قوم غدر وخيانة ويرتكبون جريمتهم ويسرعون بالاعتذار والمسكنة. أعود الي قضية تعمير سيناء التي تأخرت كثيرا رغم الوعود التي سمعناها وسمع بها معنا ابناء سيناء وللاسف لم تحقق المأمول منها حتي الان.. فلم تستطع عملية التنمية ان تدور في سيناء لاسباب عديدة منها ما هو حقيقي ومنها ما هو يدخل في اطار الاهمال المتعمد من الحكومات المتعاقبة لسيناء. لقد تم انفاق الملايين من الجنيهات علي مشروع ترعة السلام ولكن للاسف الشديد لم يحقق الهدف منه حتي الان.. وانفقت الملايين علي مشروع خط السكك الحديدية الي رفح ولكن توقف المشروع عند بئر العبد وسرقت القضبان!! وتعطلت عمليات التنمية الزراعية بعد رفض تمليك أهالي سيناء لاراضيهم التي زرعوها.. الي جانب الممارسات الأمنية ضدهم.. كل هذا ادي الي تأخر تنمية سيناء وزرعها للبشر لتكون خط الدفاع الأول لمصر.. واذا كانت الحكومة والمجلس العسكري قد استيقظت اخيرا وتنبهت الي أهمية تنمية سيناء فأرجو الا تكون فورة حماس مؤقتة.. وتنتهي بعد زوال مسببها ونعود لنغط في نوم عميق تجاه سيناء لنستيقظ علي كارثة لا قدر الله. مطلوب ان تقدم كل وزارة خطتها لتعمير وتنمية سيناء ووضع برنامج زمني محدد وتوفير الاعتمادات اللازمة للمشروعات وتكاتف الحكومة مع أهالي سيناء لسرعة التنفيذ.