سيناء أرض القمر.. أرض الفيروز.. أرض مصر المقدسة.. سيناء أرض السلام والمحبة.. أرض الخيرات والثروات. وسيناء موقع استراتيجي مهم فهي همزة الوصل بين قارتي آسيا وافريقيا.. وهي الحد الفاصل بين البحر الأحمر والبحر الابيض المتوسط.. ومدخل مصر الشرقي.. هذا الموقع الاستراتيجي الهام مع ما تملكه من ثروات ضخمة جعل لها مكانة عظيمة عبر التاريخ خلال جميع العصور وأهمية روحية لدي مختلف الأديان فقد ذكر اسم سيناء في التوراة والانجيل والقرآن لقد ترك الفراعنة القدماء نقوشا تثبت أنهم أول من لقبوا عن الفيروز والنحاس في أرض سيناء وعلي أرض سيناء نزلت الوصايا العشر علي موسي عليه السلام، وإليها خر ج بنو اسرائيل من مصر.. كما استمرت سيناء هي المعبر الرئيسي الي مكةالمكرمة والمدينة المنورة (طريق الحج البري) والي الهند عن طريق البحر الأحمر حتي اكتشفت البرتغال طريق رأس الرجاء الصالح.. وقد جعل الموقع الفريد لسيناء أهمية عسكرية عبر العصور المختلفة.. فمنذ عهد الاسرة الاولي عام 0003 ق.م أقام الفراعنة بسيناء القلاع دفاعا عن مصر من اتجاه الشرق - وتحركت جيوش مصر عبر سيناء لطرد المعتدين كالهكسوس في عهد الدولة الوسطي وقاتلت الحيثيين و هزمت الآثوريين بفلسطين وسلك ايضا طرق سيناء الغزاة من جيوش الاسكندر الأكبر والتتار - كما سلكها ايضا الفاتح عمرو بن العاص عام 936م حتي دخل مصر.. وزحف الجيش المصري عبر سيناء بقيادة صلاح الدين عام 8711م لمواجهة الجيوش الصليبية.. وفي عهد المماليك عبرت الجيوش سيناء بقيادة الظاهر بيبرس عام 0621م وكان النصر للمسلمين ثم كانت الحرب بين مصر والدولة العثمانية عام 2381م حيث عبرت جيوش مصر سيناء وقضت علي الدولة العثمانية بالشام ثم شهدت سيناء فصولا من الصراع العربي الاسرائيلي بدءا من عام 8491 الي العدوان الثلاثي عام 6591 ثم حرب 7691 وحرب الاستنزاف عام 96/0791 واخيرا حرب التحرير اكتوبر 3791.. من كل ذلك تتبين لنا أهمية سيناء بالنسبة للأمن القومي المصري وسيناء بوابة مصر الشرقية بعد تحريرها بكامل ترابها ستظل هي الدرع الواقي لأمن مصر.. وقد يبدو للبعض أن الأمن القومي المصري وتعريفه يقتصر علي حماية الأمة من خطر القهر علي يد قوة أجنبية والاعتماد اساسا علي القوة العسكرية لمنع اي عدوان يأتي من الخارج. ولكن هناك الكثيرون الذين عرفوا الأمن القومي بأن محصلة المصالح القومية الحيوية للدولة وتشمل النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعسكرية وجميعها يشكل البعد الأمني الاستراتيجي للدولة.. وعلي ذلك تأتي أهمية التنمية الشاملة بمفهومها الواسع.. ونظرا لأن سيناء التي تقع علي حدود مصر الشرقية وماعانته عبر القرون الماضية الطويلة من الفراغ الاستراتيجي سواء بالقوة البشرية او الاقتصادية بالاضافة الي انها مليئة بالكنوز والخيرات العديدة التي تستدعي النظر فانها تأتي في بؤرة الاهتمام من منطلق مفهوم الأمن القومي المصري.. وعلي ذلك اري ضرورة البدء الفوري في تنفيذ المشروع القومي لتنمية سيناء والذي وضع عام 4991 بعد تطويره بما يتمشي مع الواقع الحالي مع انشاء هيئة مستقلة للاشراف علي المشروع بالتواجد الفعلي في قلب سيناء لتشرف وتتابع تنفيذ المشروع ويكون لديها الصلاحيات وحرية اتخاذ القرارات اللازمة في ضوء الواقع.