تفجرت براكين الغضب لدي جموع المواطنين، نتيجة الجريمة النكراء، التي ارتكبتها قوات العدوان الاسرائيلي، بجنوب سيناء عند النقطة »97« بالنقب علي الحدود، والتي راح ضحيتها خمسة شهداء من خيرة شباب مصر، جادوا بأرواحهم الزكية، وهم يؤدون واجبهم في حماية تراب وطنهم المقدس. وثورة الغضب المصرية التي اشتعلت علي المستوي الشعبي والرسمي، تأتي كرد فعل طبيعي وتلقائي، تجاه جريمة الغدر الاسرائيلية، التي كانت بمثابة الشرارة المفجرة لمشاعر السخط والرفض المشتعلة في نفوس وصدور كل المصريين، تجاه جميع الممارسات الاسرائيلية العدوانية والاستفزازية المستمرة بطول السنوات الماضية، والتي تكرر فيها الاعتداء علي رجال حرس الحدود المصريين. ومطالبة الجماهير الثائرة، بسحب السفير المصري من تل أبيب، ومغادرة السفير الاسرائيلي القاهرة، احتجاجا علي الجريمة، مطلب متوقع في ظل حالة الفوران والغليان السائدة في الشارع المصري كله، وفي ظل ثورة الغضب المشتعلة في نفوس الشباب، وتأجج المشاعر الساخطة علي الجريمة الإسرائيلية الغادرة. ونحن لا نبالغ إذا ما قلنا ان صوت الشباب الغاضب، ومشاعرهم المتأججة، هو صوت كل المصريين الرافضين للجريمة، والمطالبين بالحساب والعقاب، وهو الترجمة الواقعية لما حدث في مصر، من متغيرات جسيمة بعد الخامس والعشرين من يناير. ولكن، ورغم ذلك كله، إلا أنه من المهم والضروري، الا تأخذنا موجات الانفعال، وبراكين الغضب، في طياتها بحيث تحجب عنا القدرة علي الرؤية الصائبة للأمور، والقراءة الصحيحة للوقائع ،..، وذلك ضروري لامتلاك القدرة علي التعامل الصائب مع الأزمة، بما يحقق المصالح العليا للوطن، ويحافظ علي امنه القومي. وفي هذا نقول ان هناك عدة اسس يقوم عليها هذا التعامل، يأتي في الصدارة والمقدمة منها: الثقة الكاملة في المجلس الاعلي للقوات المسلحة، وقدرته الواعية والحكيمة علي التعامل الايجابي والصحيح مع الازمة بما يضمن لمصر حقها، ويحافظ علي كرامة ابنائها. توحيد الكلمة، ونبذ جميع الخلافات بين كل الفصائل والقوي والفاعليات والاحزاب والائتلافات، والوقوف صفا واحدا خلف قواتنا المسلحة، الدرع الواقية لمصر وثورتها. التوجه الشامل لجميع الفئات بالمجتمع، للعمل والانتاج، وانهاء جميع مظاهر الاحتجاج والاعتصام التي تعطل العمل. الاحتشاد والدعم الكامل للحكومة للبدء الفوري والعاجل، في تنفيذ المشروع القومي لتنمية وإعمار سيناء، كحل دائم واستراتيجي في مواجهة الاخطار والمؤامرات التي تحاك ضد بوابة مصر الشرقية. الضرب بيد من حديد علي رؤوس كل المشاركين والمتورطين في التآمر علي سيناء واتخاذ جميع الاجراءات الحاسمة لإعادة الامن والامان اليها.