يجب أن يكون واضحا لنا، ولغيرنا، أنه لا يكفي فقط، أن تقدم إسرائيل اعتذارا رسميا وعلنيا لمصر، عن الجريمة التي وقعت علي الحدود عند النقطة »97« بالنقب، والتي راح ضحيتها خمسة من خيرة أبنائنا، قدموا أرواحهم، ونالوا الشهادة، وهم يؤدون واجبهم، ويقومون بمهامهم في حماية أرض الوطن، والحفاظ علي سلامة ترابه المقدس. ويجب أن يكون معلوما لنا ولغيرنا، ان استدعاء السفير المصري من هناك للتشاور، وحتي صدور واعلان الاعتذار الإسرائيلي الرسمي، هو أيضا لا يكفي لعلاج الجرح، وشفاء الصدور مما جري عند النقب،...، وكذلك أيضا لا يكفينا استدعاء السفير الإسرائيلي إلي الخارجية المصرية، وابلاغه بقدر الاستياء والغضب المصري الرسمي والشعبي تجاه الجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في الجانب المصري من الحدود. ولن يكون الاحتجاج لدي الأممالمتحدة، والشكوي لمجلس الأمن، وغيرها من المنظمات الدولية، ضد جريمة إسرائيل، كافيا أيضا لتهدئة الغضب المصري تجاه إسرائيل، وما قامت به من ممارسات استفزازية، عدوانية وغير مسئولة. وبالإضافة إلي ذلك كله، ومقترنا به في ذات الوقت لابد من حساب وعقاب، يتمثل في تحقيق صحيح وموضوعي في الجريمة التي وقعت، وذلك عن طريق لجنة مشتركة من الجانبين، ومعها ممثلون لقوات حفظ السلام بسيناء، للتحقيق في الجريمة، وبحث وبيان المتسببين فيها من الجانب الإسرائيلي، وأن يقترن ذلك بتوقيع العقاب علي مرتكبي الجريمة. علي أن يقترن ذلك ببيان إسرائيلي واضح يؤكد التزامها بعدم تكرار ما حدث، وأن يكون ما جري هو آخر الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية والعدوانية علي الحدود مع مصر. وقبل ذلك، وبعده، لابد أن نضرب بيد من حديد علي جميع المشاركين والمتورطين في المؤامرة الواضحة والجلية التي تحاك علي سيناء، والتي اصبحت ملامحها اكثر وضوحا من أي وقت مضي، نتيجة تصور هؤلاء المتآمرين أن الوقت قد حان الآن لتنفيذ مؤامرتهم. لكن ، وفي كل الأحوال، لابد من البدء فوراً في تنفيذ الخطة الإستراتيجية لتعمير وتنمية سيناء ، كضرورة لازمة في مواجهة كافة المخاطر التي تهدد الأمن القومي المصري، في بوابته الشرقية. والسؤال الآن: هل نفعل؟ والاجابة: نعم نستطيع.. بل يجب أن نفعل، وفورا. ونواصل غدا إن شاء الله.