كتبت في الأسبوع الماضي معلقا علي إعلان حزب الحرية والعدالة دعمه للفن وأن الموسيقي ليست كلها شرا كما جاء في ندوة بمعرض الكتاب ولم يكن الغرض مما كتبت تحيزي أو دعمي لأي اتجاه سواء داخل الأحزاب أو المعترضين بقدر ما كان إلقاء الضوء علي موقف التيارات الإسلامية تحديدا من الفن إذا ما صعد الإسلاميون للحكم .. وقد كتبت معلقا علي تخوف بعض الفنانين من التيارات الإسلامية وعلي سبيل المثال ما قاله الفنان الشاب أحمد عزمي في أحد البرامج التليفزيونية وتخوفه من تولي التيار الديني الحكم. من المؤكد أن الحديث في هذا الموضوع سابق لأوانه الآن خاصة إذا ما نظرنا لتجربة الملالي في طهران وغيرها من النظم المشابهة لذلك .. الأخوان الأكثر تنظيما قالوا رأيهم بشكل مختصر وبدون الدخول في تفاصيل لكن يبقي موقف التيار السلفي وهو بالتأكيد يختلف عن الأخوان في نظرتهم للفن .. ومن جانبي أعتقد أن صناعة السينما تحديدا سوف تتأثر في حالة وصول التيار الديني للحكم أو المشاركة فيه لأن السينما بشكلها الحالي تعتمد علي عناصر جذب يرفضها الإسلاميون وكذلك هناك آراء أخري في التصوير والفن التشكيلي والغناء مؤكد أنها تتناقض مع ما نراه الآن في هذه الفنون .. وعموما أري أن التجربة وحدها كفيلة بمعرفة ما سيكون عليه موقف الفن في هذا الوقت لأنه كما ذكرت لا توجد تفاصيل لدي أي تيار ديني حتي وان قال الأخوان علي لسان ممثليهم انهم سيدعمون السينما والمسرح وسيقومون بتخفيض ثمن تذكرة دخول مسرح الدولة .. وتحديدا فإن الأخوان سبق ان قدموا مسرحيات لكن بمواصفات تختلف إلي حد كبير عن مسرح الدولة فمعظم ما قدموه كان عبارة عن مسرحيات وطنية فيما يعرف بمسرح المناسبات وبالتالي أعتقد أن صناعة السينما والمسرح سوف تحتاج لمواصفات جديدة في هذه الحالة . ليس مقصودا مما كتبت بث الرعب في قلوب الفنانين إذا ما صعد التيار الإسلامي للحكم فهذا ليس دوري علي الإطلاق لكنني كتبت من منطلق ما أسمعه في الوسط الفني والثقافي من تخوف وعدم ثقة وهذا نتيجة الشائعات التي يطلقها البعض كبالونات اختبار ليست محل مناقشة فلدينا ما هو أهم الآن . برافو ناصر عبد المنعم المسابقة التي أطلقها المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية للتأليف المسرحي وتحمل اسم توفيق الحكيم تستحق التحية والإشادة فنحن في حاجة ماسة لاكتشاف مؤلفين جدد للمسرح فلم يعد لدينا سوي بضعة أسماء في هذا المجال.. أقول برافو للمخرج ناصر عبد المنعم رئيس المركز الذي حرص علي خروج المسابقة بشكل جيد من حيث المقابل المالي للفائزين وإنتاج النص من خلال احدي فرق البيت الفني للمسرح واشتراط ألا يكون النص سبق نشره أو إنتاجه في احدي جهات الإنتاج الرسمية وألا تزيد سن كاتبه علي 40 عاما في أول أكتوبر القادم وهو آخر موعد لتسليم النصوص التي يرغب أصحابها في المشاركة بالمسابقة. وأرجو أن يضيف ناصر شرطا آخر الا يكون النص قد قدمته من قبل أي فرقة هواة حتي تأتي النصوص جديدة في التناول ليتحقق الهدف من المسابقة وأري أن ناصر عبد المنعم صاحب رؤية وفكر في إدارته للمركز واعتقد انه سوف يستكمل مشوار الكاتب المسرحي والمخرج الدكتور سامح مهران الذي تولي هذا المركز وأضاف إليه كثيرا وحوله لشعلة نشاط .. برافو ناصر.