قرار المحكمة بوقف تصوير الجلسات وإذاعتها تليفزيونيا علي الهواء أعاد قضية الرئيس المخلوع وابنيه ووزير الداخلية المحبوس واعوانه الي المسار الصحيح. لم يكن الهدف من اذاعة الجلسات سوي ان يعرف الشعب ان المتهمين قد دخلوا القفص فعلا.. وانهم بالبدل البيضاء والزرقاء وربما ينتظرون الحمراء.. وان النيابة توجه لهم الاتهامات والقاضي يحقق والمرافعون يقومون بعملهم. ولكن ما حدث في جلسة حبيب العادلي يوم الأحد كان بروفة لما حدث في جلسة مبارك في اليوم التالي.. هرج ومرج.. وعدد من المحامين ما انزل الله بهم من سلطان.. لا أعرف من أين جاءوا ولماذا جاءوا.. الكل يتحدث في وقت واحد.. بعضهم له طلبات عجيبة.. وكأنهم يتعمدون افساد الجلسة أو افساد القضية كلها.. هدفهم الوحيد هو الظهور أمام شاشات التليفزيون.. ربما يحقق الظهور بعض الشهرة.. ومن ثم الدعاية لمكاتبهم. هذا هو حال كل القضايا الجماهيرية الاعلامية.. أعرف محاميا كان محبوسا في قضية تزوير جاء يحمل توكيلا من احد المصابين لحضور الجلسة ليرسل إلي موكليه برسالة بأنه عاد إلي ممارسة عمله بعد ان كان مختفيا في بطن الحوت. طبعا ليس كل المحامين مثل ذلك النموذج الذي اتحدث عنه.. لكن شاشات التليفزيون لخبطت رؤوس الكثيرين وجعلتهم يتصورون انهم نجوم وليسوا محامين.. للاسف هم يحملون لقب محامين وهم لا هم لهم سوي الشهرة.. هم محامون ال »توك شو«.. ووجودهم في القضية سيفسد حقوق من وكلوهم. اعتقد انه في الجلسة القادمة لن يحضر معظم هؤلاء المحامين وسوف يتفرغون للادلاء بآرائهم أمام الكاميرات.. ألم أقل انهم محامو التوك شو.