موسم الحصاد .. مناسبة ينتظرها الفلاح كل عام معلقا عليها آمالا عريضة في تحقيق أرباح تمكنه من سداد ديونه وانهاء أعمال يربطها غالبا بموسم الحصاد .. ورغم قلة انتاجية الفدان هذا العام بسبب التقلبات الجوية والموجات الحارة ونقص مياه الري الا أن فرحة بدء حصاد محصول القمح ب 39 قرية بمنطقة بنجر السكر تحولت الي أحزان بعد رفض شركات المطاحن، والصوامع استلام محصول القمح مما أثار استياء المزارعين فبعضهم فشل في تسويق المحصول والبعض الاخر سلم المحصول للجمعية الزراعية دون الحصول علي ثمنه وآخرون اضطروا لبيعه للتاجر بسعر أقل ليتمكنوا من زراعة المحصول الجديد .. "الأخبار" قامت بجولة في قري بنجر السكر التابعة ادارياً لمحافظتي الاسكندرية ومطروح حيث يشغل القمح مساحة 35 ألف فدان من أراضيها .. ففي قرية 22 التابعة ووسط أحد حقول القمح حيث المشهد السنوي لحصاد القمح أكد أسامة فتحي أحد المزارعين أن حالة من الغضب والدهشة انتابت مزارعي قري بنجر السكر بعد رفض الجمعيات الزراعية دفع ثمن محصول القمح الذي قاموا بتسليمه منذ أسابيع بحجة استمرار رفض المطاحن تسليم محصول هذا العام حتي الآن .. مشيرا الي ان معظم الفلاحين قاموا بتسليم القمح دون دفع أثمانها أو تحديد قيمة الأردب مما منعهم من زراعة المحصول الجديد .. ويضيف صابر الدلهماوي مزارع بنفس القرية أن المزارع ليست لديه أي مشكلة في تسليم المحصول سواء للبنك أو التعاونيات أو المطاحن بشرط حصولنا علي ثمن المحصول حتي نتمكن من زراعة المحصول الجديد فحتي الآن لم يخبرنا مسئولو الجمعية الزراعية بسعر الأردب .. ويشير عبد المقصود عبد العاطي مزارع بقرية 22 الي أن الجمعية الزراعية بالقرية لم تعد كافية لتخزين المحصول حيث يوجد 1200 طن قمح مشونة أمام الجمعية مهددة بالاهدار والتلف ومازال هناك عدد كبير من المزارعين لم يقوموا بتسليم المحصول منتظرين انفراج الأزمة . وأوضح أشرف الشنديدي مزارع أن عملية تسليم المحصول للجمعيات الزراعية تتم بطريقة عشوائية فلم يتم حتي الان الإعلان عن فتح باب تسلم المحصول أو الجهات التي تتولي عملية التسلم أو تحديد سعر للأردب فهناك تضارب في التصريحات والمسئولين بالجمعيات لا يعلمون شيئا .. ويضيف أن استمرار تخزين القمح بالشون يؤدي الي تبديد المحصول نتيجة لتخزينه في شون البنك الترابية غير الصالحة لهذا الغرض. وفي قرية 15 أكد عاطف فرج مزارع أن عددا كبيرا من الفلاحين اضطروا الي بيع المحصول للتجار بدلا من الجمعيات الزراعية بأسعار أقل من التي حددتها وزارة الزراعة لضمان الحصول علي ثمن المحصول عند تسليمه مباشرة لتوفير الأموال التي يحتاجونها لزراعة المحصول الجديد وسداد ديونهم .. مشيرا الي أن الدعم في هذه الحالة سوف يستولي عليه التاجر ويحرم منه الفلاح . بينما يقول محمد نجيب أحد مزارعي قرية 24 "مازلنا في انتظار الموقف الأخير للجمعيات الزراعية فنحن مضطرون للبيع لها بعد أن مدتنا بمستلزمات الانتاج من تقاوي وأسمدة ومبيدات كقرض بالآجل .. مشيرا الي أن الجمعيات الزراعية لم تشترط ضرورة وجود الحيازة الزراعية لاستلام القمح من الفلاح. "الأخبار " التقت المهندس حسام ابراهيم رئيس مجلس ادارة الجمعية التعاونية الزراعية بقرية التنمية حيث أكد أنه لا يوجد أي شروط تضعها الجمعية لاستلام القمح من المزارعين .. منوها أن شرط وجود الحيازة الزراعية لاستلام القمح من المزارع لا يمكن تطبيقه في الجمعيات الزراعية بقري بنجر السكر نظرا لتسلم المزارعين مستلزمات الانتاج كالتقاوي والأسمدة والمبيدات من الجمعية كقرض بالاجل يتم خصم ثمنها عند تسليم المحصول للجمعية .. مشيرا الي أنه رغم بدء استلام الجمعية للقمح من الفلاحين من 12 أبريل الماضي الا أن رفض المطاحن استلام المحصول حتي الان وعدم اعلانها عن ميعاد وسعر محدد له تسبب في تراكم كميات كبيرة من القمح في شون الجمعية الزراعية التي لم تعد تكفي لتخزين المحصول بعد أن وصل الي أكثر من ألف طن باتت عرضة للتبديد والتلف بسبب وجودها المستمر في الشمس ومهاجمة الفئران والحشرات لها .. وأضاف أن الجمعية يتبعها 3084 فدانا منها 1600 فدان مزروعة قمحا وأنهم اضطروا أمام شكوي الفلاحين الي تسليم بعضهم حوالي 20 ٪ من قيمة القمح الذي قاموا بتسليمه حتي يتمكنوا من زراعة المحصول الصيفي الجديد في حين يوجد عدد كبير من الجمعيات الزراعية لم تقم بتسليم الفلاح أي أموال نظير المحصول .. وأضاف أن الأزمة الحالية مكررة وليست جديدة ولكنها هذا العام استمرت فترة طويلة .. مشيرا الي أنها سوف تؤثر علي الفلاح وتجعله يحجم عن زراعة القمح العام القادم بعد أن أصبح فريسة للتاجر الذي يقوم باستلام المحصول منه بسعر أقل مستغلا تضارب الجمعية الزراعية وعدم تحديدها موعد وسعر محدد للاستلام منه .. من ناحية أخري أكد مصدر مسئول بالمراقبة العامة لقري بنجر السكر "رفض ذكر اسمه" أنه من المتوقع حدوث انفراج في الأزمة خلال أسبوع .. مشيرا الي أن هناك تعليمات للجمعيات التعاونية الزراعية بقري بنجر السكر بضرورة استلام المحصول من الفلاح ومحاولة اعطاء المزارع مقدما لحين التأكد من سعر الأردب .. مشيرا الي أن الجمعيات الزراعية في قري بنجر السكر تعد المنفذ الوحيد لاستلام القمح من الفلاحين دون أي شروط ..وأوضح أنه في حالة بدء استلام المطاحن للمحصول سيتم نقل القمح من الجمعيات اليها مباشرة حتي لا يتعرض للتلف.