موضوع شديد الحساسية. الفخاخ تكمن في أحرف الكلمات. والخوف يشل القدرة علي التفكير. بمناسبة العاشر من رمضان استبقنا الأمور. نتكلم عن السادس من أكتوبر قبل الوصول إليه. أي كلمة أكتبها لا بد وأن يعقبها شرح لمعني الكلمة حتي أنجو من الإسقاط أو القراءة المنطلقة من مواقف مسبقة. أو من فخاخ الباحثين عن المعارك وراء أي كلمة يقرأونها. سأطرح سؤالي مباشرة: ما الذي بقي من شرعية أكتوبر؟ في السادس من أكتوبر سنة 1981 بعد الحرب بثماني سنوات. قتل خالد الأسلامبولي الرئيس السادات وهو يحضر العرض العسكري بمدينة نصر. وكان يرتدي زي النازي هتلر. وعندما وضع باقة من الزهور علي قبر الجندي المجهول. حرص علي أن يمشي مشية الأوزة. وفي الحادي عشر من فبراير سنة 2011 وبعد 38 سنة تخلي مبارك عن الحكم ثم قدم للمحاكمة ليصبح أول رئيس يخرج من القصر للقفص متهماً بعدد من التهم قد تصل عقوبتها للإعدام. ملابسات المحاكمة نجتهد بحثاً عنها ونقولها علي طريقة عنعنات المصريين. سمعت أن جمال مبارك كان قد طلب من والده أن يدخل المحكمة ويعطي هيئة المحكمة ظهره. ولكن والده رفض ذلك. غداً الجلسة الثانية. وثمة توقعات كثيرة. من يدعون القرب من مبارك وأسرته. يقولون أن مبارك هو الذي قرر حضور المحكمة. وأن لديه ما يريد قوله. ولذلك قد يرتفع الستار عن مفاجآت تأخذ الناس من مسلسلات رمضان التي تكلفت الملايين بحثاً عن المشاهدين. منذ أيام تسلمت قوات الشرطة مقر الرئيس السابق في المركز الطبي العالمي بطريق الإسماعيلية. وأخلت القوات المسلحة مسئوليتها عن حراسته وتأمينه. ولأن الجناح الذي ينزل به الرئيس السابق له مدخل خاص. فلم يتعرض المترددون علي المركز لأية مضايقات أمنية سوي في اليومين الأولين لوصوله للمركز. بصرف النظر عن قصة الضربة الجوية الأولي. فإن واحداً من قادة قوات مصر المسلحة يقف الآن في القفص ومعه نجلاه ورجال حكمه جميعاً باستثناء قلة شديدة منهم والتهم الموجهة لهم خطيرة. فكيف سنتعامل مع شرعية أكتوبر؟ كانت شرعية يوليو هي السائدة حتي ما بعد أكتوبر وصدور ورقة أكتوبر وبذلت محاولات كثيرة لأن تصبح شرعية أكتوبر بديلاً لشرعية يوليو. فماذا نحن فاعلون الآن؟ ولدينا رئيس قُتل ورئيس في السجن كانت شرعيتهما حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان. لست في حاجة للتأكد علي ما ليس في حاجة لتأكيد. ثمة أمر يخص الماضي وآخر يدور حول المستقبل بعد عبور الحاضر. عن الماضي أكتب أن ما جري للرئيسين لا علاقة له بنصر أكتوبر ولا الجيش المصري. وأن الجريمة شخصية. والعقوبة أيضاً شخصية. أما محاذير المستقبل فما أكتبه أبعد ما يكون عن الجدل الدائر في مصر. رئيس مصر القادم هل يكون مدنياً أم عسكرياً؟ أيضاً لا أحب أن ينسحب علي قواتنا المسلحة وهي الحائط الأخير والسقف الذي يحمينا جميعاً ما فعله سواء السادات أو مبارك. جيش مصر هو الأبقي وهو الأمل. لكن هذا لا يمنع من فكرة ترميم شرعية وجهت لها ضربتين قويتين بينهما سنوات طويلة. لكن طول المدة لا يمنع تأثير الضربة الأولي في الضربة الثانية. تقاسيم: لا يتصور أحد أن الإذاعة البريطانية تقدم إعلاماً مهنياً محايداً. أحداث لندن كانت امتحاناً سقطت فيه المهنية والحياد. لأن هيئة الإذاعة البريطانية في تغطيتها الإخبارية تختار حدثاً معيناً تعتبره القصة الخبرية الكبري علي مستوي العالم. عندما كانت لندن تخترق. لم تعتبر أن ما يجري لي لندن يمثل القصة الإخبارية الأولي. بل قدمت عليها أحداث سوريا مرة وما يجري في ليبيا مرة أخري. يبدو أن الإعلام المحايد أصبح من رابع المستحيلات في زماننا. لا تفرحوا ببعض المواقف العربية. من ثورة سوريا. ابتداء من أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ومجلس التعاون الخليجي انتهاء عند بعض الدول العربية. التي أدانت موقف الحكومة السورية وسحبت سفراءها من دمشق. بعد أن رحبت الإدارة الأمريكية بالمواقف العربية وشكرتها عليها. الشكر اللاحق من أمريكا سبقه كلام لهيلاري كلينتون عندما قالت أن واشنطن ستدعو الدول العربية وغيرها من الدول للضغط علي سوريا لوقف حملتها القمعية الدموية. المثير في موقف واشنطن الانتهازي أنها لا تريد ممارسة الضغط وتريد من غيرها أن يلعب هذا الدور. الأخطر أن الأشقاء العرب انتقدوا القمع السوري لأن سادة البيت الأبيض أرادوا منهم هذا. في زحمة ما يدور في مصر الآن نوشك أن ننسي قضية التطبيع مع الهدو الصهويني. أجرت الصحف الصهيونية مؤخراً أحاديث مع كل من: علي سالم وسعد الدين إبراهيم. بل أن بعض شباب الثورة في مصر أقاموا صلات مع بعض الشباب الإسرائيلي لإرشادهم للثورة علي العصابة التي في تل أبيب. لا يجب أن ينسي شبابنا أن شباب الصهيانة يغتصبون فلسطين ولكي تسلي صيامك أقول لك ان سعد الدين إبراهيم قال للصحافة الصهيونية أنه كان ينوي السفر لإسرائيل قبل السادات وقد اعتقله أنور السادات حتي يكون هو أول من يصل لإسرائيل. وعلي خلاف مستشفي شرم الشيخ فإن مبارك في المركز الطبي العالمي أصبح يستقبل الزوار. ويقول لهم بعض الكلام. وينشر هذا الكلام في الصحف المحلية والعالمية ولعل أهم ما ينسب إليه أنه يكتب مذكراته الآن. ويستعين بزوجته سوزان ثابت وقوله أنه لو كان يمتلك الأموال التي يقولون أنها عنده لسدد بها ديون مصر. وأنه ينوي الاعتراف باعترافات جديدة قبل الجلسة القادمة للمحاكمة. بل أكثر من هذا قال رأيه في المرشحين لرئاسة مصر. مع أن باب الترشيح لم يفتح بعد. وأنه لا يوجد فيهم من قد يصلح لرئاسة مصر. صحافة مصر ليست بخير لأن أي رئيس تحرير لم يطلب من عصام رفعت رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي أن يكتب بورتريها لشقيقه أحمد رفعت القاضي الذي ساقته الأقدار لكي يحاكم الرئيس الذي في القفص حسني مبارك. من المؤكد أن كتابته كانت ستختلف عن آية كتابة أخري. من مرويات الثورة: كان الإخوان المسلمون آخر من دخلوا التحرير وأول من خرجوا منه. أما السلفيون فقد كانوا مع مبارك حتي رحل.