رغم ان شهادة د.حسام بدراوي عن اللحظات الاخيرة في حياة "مبارك" بالحكم وضحت لي ما كان يحدث في قصر "العروبة " ايام ثورة يناير!.. الا انها اصبتني بغصة والم من لوبي الحكم وعلي رأسهم جمال مبارك وزكريا عزمي وانس الفقي وعمر سليمان.. والذين اعتبروا ان احتشاد الملايين في ميادين التحرير مجرد زوبعة صغيرة ستنتهي خلال يومين علي الاكثر!..كما اوضحت لي الشهادة كيف تعاملت حكومة " شفيق" بدون اي ذكاء سياسي مع الاحداث وأعطت قرارات أقل مما يجب في وقت طويل! الدكتوربدراوي حكي للزميل الاعلامي القدير "يسري فودة " في برنامج "اخر كلام" تفاصيل آخر 48 ساعة قبل رحيل مبارك .. ومناورة لوبي الحكم باستدعائه وتكليفه بمنصب الامين العام للحزب الوطني.. وتأكيد الرئيس السابق له من انه لا يحكم بمفرده عندما قال له : "تلاقي بتقول لنفسك هما جايبني دلوقتي وعمرهم ما فكروا فيا.. لكن اقولك اني فكرت فيك وزير تعليم ووزير صحة وفكرت فيك رئيس وزراء لكن الظروف كانت لا تسمح في ذلك الوقت !..كما حكي بدراوي كيف اعطاه "مبارك " الامان وان يقول لكل الناس انه ضد قانون الطوارئ والمعتقلات وضرورة عمل تغيير جذري وحل الحكومة .. ثم فوجئ بطرده من قصر الرئاسة واعتباره شخصا غير مرغوب فيه ! وحكاية طرد بدراوي حدثت قبل يومين من التنحي.. فقد ذهب لمبارك وطلب منه التنحي وانهاء النظام القديم واجراء تعديلات دستورية والتبكير بالانتخابات الرئاسية.. واتفق معه علي القاء خطاب نفس اليوم وعندما بدء في اعداد الخطاب بمكتب عمر سليمان فوجئ بطرده من مقر الرئاسة .. وبعد مغادرته اتصل به جمال مبارك وزكريا عزمي مرتديان مسوح الرهبان وطلبا منه العودة لان الرئيس يريده في شئ هام ..وكرر بدراوي بحضور لوبي الحكم نصيحته لمبارك بضرورة التنحي الفوري.. مؤكدا ان الشارع لن يقبل غير ذلك.. وكان رد مبارك " ايوه ايوه إحنا هنعمل كده "! ولان مبارك ولوبي الحكم - علي حد قول د. بدراوي- كانوا يراوغون الشعب بأي طريقه للخروج من الأزمة دون تحقيق أي إصلاحات حقيقية فلم يخرج مبارك يوم الاربعاء ليلقي خطاب التنحي.. لنفاجأ بسيناريو اليوم قبل الاخير وانعقاد المجلس الاعلي بدون مبارك واذاعة بيانه الاول بانحياز الجيش للشعب وثورته..ليخرج علينا مبارك ليلا ومتأخرا كعادته ويفوض صلاحيته لعمر سليمان ..ليشتعل ميدان التحريرومعظم البيوت المصرية ..ليخرج علينا " سليمان" مضطرا يوم الجمعة ليلقي بيان التنحي المقتضب. ما قاله مصدر سيادي رفيع المستوي الاسبوع الماضي لا يقل اهمية عن شهادة بدراوي فقد قال ان سيناريو خارجي حاول الزج باسم المشير طنطاوي في جريمة قطع الاتصالات للوقيعة بين الجيش والشعب ..و ان حضور مبارك المحاكمة فوت الفرصة علي المخربين والمحرضين والمتربصين...وما قاله عن الاستعلاء الاخواني ورغبتهم في اقامة دولة دينية من خلال التنسيق مع التيار الديني الاكثر تشددا.. وكان اخطر ما قاله عن وجود جماعات تقيم في بعض القري السيناوية ولديها من التسليح الاحدث والاكثر تطورا وتدعمها حركات دينية وسياسية خارجية.. وتسعي لفرض نظام معين في بعض اجزاء سيناء.. وتحركها دول مجاورة حتي لا ننعم بالاستقرار وتجد منفذا وسببا لفرض الوصاية الدولية علي سيناء أو الدعوة للتقسيم!