الخميس: بدأت ليالي "أوسطه مغفرة"، ولفظ "المغفرة" يأتي من اسم الله "الغفار"، حيث أن كل الناس من المؤمنين وغير المؤمنين يتعبدون إلي الله بهذا الاسم ويحبون هذا الاسم، فهو يجري علي ألسنتنا ليلاً ونهاراً ونعيش به دوما، ولكننا لا ندرك المعني الدقيق لهذا الاسم بالرغم من أننا كنا نردده مُنذ كنا أطفالا وإلي اليوم. ومعني اسم الله "الغفور" أنه يسترك في الدنيا والآخرة ويصونك من النار يوم القيامة. وهكذا نجد أن لكلمة غفور ثلاثة معانٍ: الستر في الدنيا، والستر في الآخرة، والصون من النار. إذن كلمة "الله غفور"، تعني أن الله يغفر الذنوب ويستر القبائح في الدنيا، ويستر القبائح في الآخرة، ويصونك عن النار يوم القيامة. لهذا اسم الغفور ذُكر كثيرا في القرآن الكريم، ولهذا أيضا كلمة استغفر الله هي من أكثر الكلمات التي يرددها الناس ومن أكثر الذكر علي ألسنة المسلمين والتي معناها "استرني يا رب ولا تفضحني" وهي سؤال الله بالصون والستر في الدنيا ويوم القيامة. والستر في الدنيا ليس المقصود به فقط الستر من الذنوب ولكن من كل ما هو قبيح كنقص في مال أو من عيوب صنعها الإنسان ومن كل ما يؤذي الإنسان أو يجرحه، ولأن الإنسان ضعيف فهو يحتاج لمغفرة وستر الله له. ولذلك نجد أن الأنبياء كثيرا ما كانوا يذكرون الاستغفار مثل سيدنا نوح عليه السلام (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّه كَانَ غَفَّارًا) سورة نوح الآية 10. أي اطلبوا من الله الستر واطلبوا منه الصون من النار فهو يحب الستر. (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ...) سورة النساء الآية 147. وسيدنا إبراهيم عليه السلام يقول (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضُّتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ والَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) سورة الشعراء. لذلك علينا في هذه الأيام أن نعتبر أهمية مغفرة الخطيئة، في درجة أهمية الأكل والشرب والشفاء من المرض. هذا سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء يقول خطيئتي ويستغفر ربه من الخطيئة، وها هو سيدنا مُحمد سيد الرُسل صلي الله عليه وسلم يستغفر في اليوم مائة مرة، فما بالنا نحن كيف نعيش مع الغفار؟! ألم يسترك الله كثيرا في الدنيا؟ فإنما سترك في الدنيا لتعلم أنه يسترك يوم القيامة أيضاً، فإذا تأملت في حياتك الماضية ستتذكر مواقف كثيرة جدا وقد سترك الله فيها ولم يفضحك وذلك لتستشعر ستر الله لك إن شاء الله ولتفرح بستر الله لك يوم القيامة. ماذا عن أجر من يستغفر؟: قال رسول الله (ص) (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل همٍ فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال الله تعالي (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّه كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُم جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ) نوح من الآية 10 إلي 13. إذن كيف نتعامل مع الغفّار؟: اكثِر من حسناتك واعمل حسنات تُحسب لك في ميزانك كبيرة كأن تخدم بلدك ودينك والإسلام والمسلمين. انظر إلي قصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعه. هذا الصحابي شهد بدر وحين كان في المدينة أرسل لقريش يخبرهم بأن يستعدوا لقدوم رسول الله لقتالهم، - ليؤَمن أهله فقط وليس لأنه منافق - فنزل سيدنا جبريل وأخبر النبي بذلك، فحين علم الصحابة بذلك قال سيدنا عمر بن الخطاب لرسول الله أن يأذن له بقطع رأسه، لكن رسول الله صلي الله عليه وسلم رأي غير ذلك وقال لعمر (لعل الله اطّلع إلي أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم)، فبكي عمر تأثراً لأن الله واسع المغفرة. حفيدات السيدة زينب الإثنين: حياتها درساً لكل مبتلي، أعطت لنا مثالاً للصبر علي الابتلاءات والأحزان، إذا سألت عن نسبها فهي من أشرف نسب من آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم، ولدت في عهد رسول الله، وإذا سألت عن صفاتها فهي نموذج للمرأة المتحملة للمسئولية، للمرأة النشيطة في المجتمع، لم تعش لنفسها فقط، فقد جسدت لنا نموذجاً رائعاً للعطاء، من أشهر ألقابها "أم العواجز، صاحبة الشوري".. هي واحدة من أحب أهل ارض إلي الله سبحانه وتعالي. هل عرفتم عمن أتحدث؟ هي السيدة زينب بنت علي عندما نمعن النظر في حياتها نجد أن حياتها مليئة بالمصائب والابتلاءات، ولكنها تغلبت علي كل الآم بقربها من الله سبحانه وتعالي، ورغم ما مرت به من أحزان في حياتها لم تتوقف عن انتاج ولم تستسلم حزانها، كانت أماً حنونا لإخوتها وبنتا مطيعة بيها. لذلك فقد آن اوان يا نساء أن تصبحوا رائدات في العمل الخيري كجدتكم السيدة زينب بنت علي، ومن غير المقبول أبداً أن تعرفن قصة السيدة زينب، ثم لا تقدمن علي خدمة الاسلام والمسلمين. أنا أدعو كل امرأة لديها الوقت والطاقة أن تشارك مع جمعية صناع الحياة في مشروع محو الامية، الذي بدأناه علي أن تشارك معنا من ترغب في التقدم بيومين في اسبوع لمدة ساعتين فقط في كل مرة ولمدة عام كامل نبدأها إن شاء الله بعد شهر رمضان الكريم، ستشارك في محو أمية 10 أشخاص ليصبح هدفنا محو أمية 120 ألف أميّ خلال عام 2012 وعلي من ترغب بالمشاركة في مشروع محو الأمية أن تسجل بياناتها علي موقع عمرو خالد. نت. مأساة الصومال الأحد: عندما جمعت الأم الصومالية عبلة شيخ أدن أولادها السبعة، وبدأت تمشي باتجاه إثيوبيا بحثاً عن الطعام، لم تتخيل قط أنها ستضطر في نهاية المطاف إلي إعادة بعض أبنائها إلي قلب المجاعة في الصومال. لكن هذا هو ما حدث بالفعل عندما أعادت عبلة (35 عاماً) أربعة من أبنائها، بعد أن أدركت أنهم لن يحصلوا علي الطعام في أحد المخيمات المكتظة باللاجئين في منطقة القرن الأفريقي.. وقضت عبلة يومين في السير إلي المخيم ثم تسعة أيام أخري حتي تم تسجيلها للبقاء فيه، وذلك ضمن الاعداد الكبيرة للمرضي والجياع الذين يفدون عليه". هذا الخبر هو نموذج من ضمن الأخبار المفزعة التي تأتينا يوميا من الصومال والتي يتقطع لها قلب كل مسلم بل قلب كل إنسان.. وتقول الاممالمتحدة إن نحو 3.6 ملايين شخص يواجهون حاليا خطر الموت جوعا في الصومال. ومع حلول شهر رمضان الكريم؛ شهر الخير والعطاء؛ شهر المواساة، يمر إخواننا في الصومال بمحنة شديدة ومجاعة لم يشهدها القرن الافريقي من قبل، وقد فشلت المؤسسات الدولية وحدها في مواجهة هذه الازمة الإنسانية القاتلة، وأصبح لابد من تحرك شعوب العالم لانقاذ أطفال ونساء ورجال سيموتون جوعاً إذا لم نتحرك علي الفور ولو بالقليل لنساعد علي تخطيهم لهذه ازمة. هل تعلمون أن 10٪ من الأطفال الصوماليين دون الخامسة يموتون كل 11 أسبوعا في المجاعة التي تعصف بهذا البلد المسلم الحبيب، والتي تنتشر أسرع من قدرة وكالات الإغاثة الدولية علي التعامل معها. التقارير والمؤشرات تقول أن 1.2 مليون طفل في حاجة ماسة للمساعدات، وأن "عشرات الآلاف من الأطفال ماتوا وأن الكثيرين سيموتون خلال الأيام المقبلة ما لم تصلهم المساعدات"، وأن تلك المجاعة هي الأسوأ في إفريقيا منذ عشرين عاماً. هل تعلمون أن مجرد 65 جنيها تكفي لإطعام مواطن صومالي لمدة شهر بأكمله، وتسقي 7 أطفال لمدة شهرين وتساهم في علاج آلاف المرضي، كما أن التبرع ب400 جنيه يطعم أسرة صومالية بأكملها لنفس المدة؟ ولا تنسوا أن السيدة خديجة، رضي الله عنها، حينما ثبتت النبي، صل الله عليه وسلم، أن الله لن يضيعه قالت: " فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين علي نوائب الحق"، كذلك حديث النبي صلي الله عليه وسلم: خير المعروف إغاثة الملهوف". لقد كان من المؤلم أن تنتشر رسالة علي موقع (فيس بوك) تقول: إنه في الوقت الذي تختار الأم المصرية أي الأطباق تطعم أبناءها.. تختار الأم الصومالية أي أبنائها تطعمه بينما يموت الآخر جوعا". علي حائط ال (فيس بوك) يقول ابن القيم: الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، من ملأ قلبه من الرضا بالقدر، ملأ الله صدره غنيً وأمناً. من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها" اشفع لضعيف عند قوي، أو اشفع لزوجين للصلح بينهما، أو اشفع لجمع شمل اثنين. اشفع للناس يكن لك نصيب منها في الآخرة.. تري لمن ستشفع هذا الأسبوع؟ اعلم أن الناس اذا أعجبوا بك، فإنما أعجبوا بجميل ستر الله عليك. (بديع السماوات والأرض) استدل بصنعة الله عز وجل عليه فان التفكر في الصنعة يدل علي الصانع. الناس يمدحونك لما يظنوه فيك.. فكن انت ناقدا لنفسك لما تعلمه عنها.