في السنة الخامسة من الهجرة وقعت معركة أخري غير »الخندق«، هي معركة »المريسيع« نسبة إلي جدول ماء دارت بجواره الحرب، فقد بلغ النبي صلي الله عليه وسلم وقتها أن بني المصطلق يجمعون له لقتاله، وأن الحارث بن ابي ضرار قد خرج بجيش، فأعد النبي جيشا وخرج به لملاقاة الكفار، والتقي الجيشان عند ماء »المريسيع« واقتتلوا، فأنزل الله الهزيمة بالكفار وايد المسلمين وأعزهم بنصره، وغنم المسلمون كثيرا في هذه المعركة حيث بلغت ألفي بعير و500 شاه، بالاضافة إلي الأسري. حاول المنافق عبدالله بن سلول بعد المعركة أن يوقع بين المسلمين عندما تشاجر غلامان من المهاجرين والانصار، واستنصر كل غلام بعشيرته، فقال ابن سلول- من الانصار- عندما نرجع إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل- قاصدا النبي صلي الله عليه وسلم - وعندما علم عمر بن الخطاب قال للنبي صلي الله عليه وسلم - دعني اقتله، فرفض النبي صلي الله عليه وسلم وخشي ان يشغل الجيش أمر ما قاله ابن سلول فأمر الجنود بالرحيل للعودة إلي المدينة في وقت لا يستحسن فيه المسير، فاتعبهم السير، والشمس، وناموا، فالهاهم التعب عن الخوض في حديث ابن سلول، وحضر نجل المنافق ابن سلول وطلب أن يقتل أباه، فرفض النبي صلي الله عليه وسلم وقال له: »بر أباك وأحسن صحبته« وعندما وصلوا للمدينة رفض الابن أن يسمح لأبيه بدخولها حتي يقول: »النبي هو العزيز وأنا الذليل«. وعلل النبي صلي الله عليه وسلم عدم الموافقة علي قتل ابن سلول قائلا: حتي لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.