التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في نسختها الحادية والعشرين إنجاز كبير يحسب لجيل محمد صلاح وتريزيجيه ووردة والسعيد والشناوي وحجازي وزملائهم في حملة » روسيا 2018 » بعد 28 عاما من الغياب عن تلك الساحة العالمية المبهرة وهو نفس الإنجاز الذي حققه جيل حسام حسن وهاني رمزي وإسماعيل يوسف وهشام يكن وشوبير وزملائهم في جيل كأس العالم 1990 التي تأهلوا إليها بعد غيبة 56 عاماً من المشاركة الأولي التي شهدتها إيطاليا أيضا في عام 1934.. ويذكر لمصر في هذا المقام أنها كانت الدولة العربية والإفريقية الوحيدة التي شاركت في الدورة الثانية لنهائيات هذه المسابقة بإيطاليا وذلك علي حساب فلسطين، وفيها لعبت مباراة واحدة خسرتها أمام المجر 2/4.. ورغم محاولات البعض لطمس الحقائق المسجلة فإن التاريخ لا ينسي أن عبد الرحمن فوزي هو صاحب هدفي الفراعنة في تماسها الأول مع النهائيات العالمية.. ورغم أن التاريخ يؤكد أن الريادة محسوبة لمصر في ساحة كرة القدم العربية والإفريقية والأسيوية أيضا، فإنها - أي مصر - لم تتقدم كثيراً علي المستوي الدولي لعدم قناعة أنديتها واتحاد اللعبة فيها - وحتي وقت قريب - بضرورة تسهيل عمليات احتراف لاعبيها بالأندية الأوروبية القوية لاكتساب الخبرة واللعب مع المستويات الأعلي فضلاً عن تحسين أحوالها المادية، وهو الأمر الذي انتهجته دول شمال إفريقيا المغرب والجزائر وتونس مما جعلها تسجل نتائج جيدة في نهائيات كأس العالم وتقارب مرات تأهلها لها.. ولعلي أتذكر في هذا السياق موقفاً للكابتن محمود الجوهري - رحمه الله - وكان من أفضل المدربين المصريين علي مدي التاريخ.. ورغم تأهله مع المنتخب لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا لم تكن لديه الثقة الكاملة في لاعبيه الذين يفتقدون الخبرة الدولية.. ووضح هذا في أولي مباريات مصر بجزيرة باليرمو أمام هولندا بطلة أوروبا في ذلك الوقت.. ودخل المصريون المباراة وكنا ننتظر تفوقاً ساحقاً وأهدافا غزيرة لأبطال أوروبا، ولكن ما حدث أن الفريق المصري كان أكثر من ند ونجح في التعادل 1/1 بضربة جزاء عبد الغني الشهيرة وأضاع عدة فرص أخري لتحقيق الفوز.. وبعد المباراة وفي غمرة فرحة جهاز المنتخب ومعه د. عبد الأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة السابق رحمه الله سألت الكابتن الجوهري » لماذا لم تشرك طاهر أبو زيد وهو هداف قدير وكان بإمكانه أن يسجل من إحدي الفرص السهلة التي ضاعت من فريقنا ؟!.. قال لي وعلامات الدهشة تعلو وجهه : نحن الآن في انتظار مكالمة من الرئيس محمد حسني مبارك (رئيس الجمهورية الأسبق ) للتهنئة بالعرض المشرف للمنتخب في ظل مظاهرات الفرحة من الجماهير في مصر لهذا الإنجاز المشرف ».. قلت له هذا لا يعني أنك لم تضيع فوزاً كان يمكن أن يتحقق !!.. وتوقفت عن انتقاداتي بناء علي رغبة د. عبد الأحد جمال الدين !.. ليتواصل الخوف واللعب الدفاعي البحت أمام أيرلندا والتعادل بدون أهداف مع مشاركة أبو زيد لمدة 20 دقيقة فقط وبعدها خسر الفريق بهدف أمام انجلترا ليخرج من الدور الأول.. ولندع حديث التاريخ جانباً، لنستعرض بسرعة موقف الفريق المصري في مباراته الأخيرة في المجموعة الأولي في النهائيات الحالية أمام السعودية يوم الإثنين القادم بعد أن فقد الفريقان الأمل في تخطي الدور الأول.. ولأنها مباراة بين أشقاء فلا أقل من أن يسعي كلاهما لتقديم عرض طيب في اللعب النظيف البعيد عن الخشونة ليكون وداعاً جميلاً من الفريقين للمسابقة وعلي أمل الاستفادة مما حدث للبناء عليه استعداداً للمسابقات والدورات القارية والدولية القادمة.