لم يتصور افضل الناس ظنا ان يأتي اليوم الذي يقف فيه رئيس مصر السابق حسني مبارك ونجليه خلف القضبان. لقد كان مشهد دخول الرجل الذي حكم مصر ثلاثة عقود قفص قاعة المحاكمة باكاديمية الشرطة مروعا، فمبارك الذي كان قبل ستة اشهر ملء السمع والبصر رغم تجاوزه الثمانين يرقد بجلباب ابيض علي نقالة لاحول له ولاقوة مثل اي متهم ينادي عليه القاضي فيرد: افندم، يسأله عن الاتهامات التي تلاها ممثل الادعاء فيرد وهو يشير باصبعه بقوة : انني انكرها تماما ! مشهد اشبه بالزلزال حرك مشاعر متناقضة بين ملايين المشاهدين في مصر والعالم اجمع. البعض شعر بنشوة التشفي والبعض الاخر اكتفي بقول: يستاهل علشان يكون عبرة لكل حاكم مستبد، بينما لايمكن ان ننكر ان هناك من تعاطف بشدة مع الرجل. انني لااملك احصاء دقيقا يمكنني من خلاله ان ادلل علي مدي تغير نظرة الملايين في مصر علي الاقل تجاه مبارك بعد مشهد القفص لكن استطيع ان اجزم من خلال استشعار مواقف الاصدقاء والمعارف في الجلسات الاسرية الرمضانية ان مبارك خرج من القفص كسبانا وربما يتزايد التعاطف معه اذا تكرر المشهد خاصة اذا وجد من خلال بث جلسات المحاكمة علي الهواء مباشرة فرصة ذهبية لدحض او علي الاقل تفسير وتفنيد كل الاتهامات التي نشرتها الصحف عنه والتي وصلت الي اتهام البعض له بالخيانة العظمي ، وبقدر نجاحه في استغلال الفرصة وهو مااتوقعه بقدر ما يحدد ذلك مصيره ونجليه.