يسجل التاريخ تضحيات شهداء القوات المسلحة والشرطة بأحرف من ذهب وستظل أسماؤهم مضيئة علي لافتات المدارس والشوارع والميادين تخليدا لذكراهم وتكريما لذويهم . من بين هؤلاء الأبطال الشهيد النقيب ميلاد سعد جورج ابن قرية دبيج مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية الذي استشهد عام 2016اثر إصابته برصاصات غادرة أثناء تأديتة واجبه الوطني لمواجهة الإرهابيين في كمين بالشيخ زويد . يقول والد الشهيد المهندس سعد جورج 56 عاما ان الشهيد أكبر أبنائي وله شقيقان مايكل طالب بالفرقة السادسة بكلية الطب وجورج طالب بالصف الثاني الثانوي العام وعقب حصوله علي الثانوية العامة عام 2008تقدم بأوراقه للكلية الحربية لتحقيق حلمه الذي ظل يراوده سنوات طويلة بالانضمام الي كتائب الرجال الذين يدافعون عن وطنهم . وقد اجتاز الشهيد الامتحانات والاختبارات بكفاءة ومنذ التحاقه بكليته كان مجتهدا متفوقا تخرج نجلي في الكلية عام 2011وتم توزيعه علي سلاح المدرعات بالجيش الثالث الميداني وكان شغله الشاغل أثناء تأدية واجبه الوطني هو القضاء علي الإرهاب ولم يفكر لحظة في حياته المستقبلية وإتمام زفافه لعروسه التي ارتبط بها منذ 18شهرا وكأنه كان يشعر بأنه سيزف الي السماء . وتمتلئ عيناه بالدموع قائلا لقد انتقل نجلي الي الجيش الثاني الميداني في محافظة الاسماعيلية وتقدم بطلب نقل الي شمال سيناء ليشارك زملاءه حربهم ضد الإرهاب واخفي علينا ذلك حتي لا نعيش في قلق وتوتر وعلمنا بالصدفة بتواجده بالشيخ زويد من أحد زملائه الذي روي لنا إصراره علي المشاركة في العديد من الحملات والمداهمات العسكرية ضد الاوكار الإرهاببة وقبل استشهاده باسابيع حاولت اقناعه بضرورة السعي لنقله من شمال سيناء إلا انه رفض بشدة مؤكدا انه لن يترك موقعه إلا بعد استرداد حق الشهداء وأن الأعمار بيد الله وقال لي »هو الموت لو جالي وانا جنبك تقدر تحوشه» . وأشار الي ان الشهيد دون علي الفيس بوك قبل وفاته دعاء »ربي اجعل رصاص استشهادي في صدري وليس في ظهري» وأكد أن الدولة لم تنسهم حيث كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي اسرة الشهيد في الندوة التثقيفية ال25بمنحها درع رئاسة الجمهورية كما كرمهم اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية . أما والدة الشهيد ايزيس نجيب رياض 49عاما وتعمل معلمة انخرطت في البكاء قائلة سامحوني ابني مش خسارة في مصر بس الفراق صعب وتهدأ وتقول ان الشهيد هو اول فرحتي وكان شجاعا وعاش ومات رجلا حيث رفض كل المحاولات للضغط عليه لنقله من شمال سيناء وكان دائما يقول لي انا مش أقل من زملائي الذين يدافعون عن ارض الوطن ضد الارهاب الاسود وضحوا بأرواحهم وتلتقط أنفاسها وتستطرد قائله ان الشهيد كان حنونا وطيب القلب وكريما وكان يطلب مني دائما ان أعد له كميات كبيرة من الطعام المميز ليحمله معه عند عودته لمقر عمله ليتناوله وجنوده سويا . ثم اجهشت في البكاء قائلة منهم لله القتلة قصموا ظهري واغتالوا فلذة كبدي ربنا يحرق قلوبهم علي أعز ما لديهم لقد حرموني من رؤيته عريسا وبدلا من أن يزف الي عروسه تم زفافه لجنة الخلد مشيرة إلي أن نجلها الشهيد خطب منذ 18شهرا وأجل موعد زفافه أكثر من مرة بسبب ظروف عمله وفي إجازته الاخيرة حددنا موعد زفافه ولكن القدر لن يمهله. وناشدت ام الشهيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاستجابة لمطلبها الوحيد بتثبيتها في عملها الذي تمارسه منذ 6 أعوام بعقد مؤقت . وعن قصه استشهاده يقول مايكل انه علم من زملاء الشهيد ان الكمين الذي تولي شقيقه تأمينه تعرض للهجوم الإرهابي أثناء فترة راحته فسارع الشهيد الي مدرعته وتعامل مع الإرهابيين ورغم إصابته الخطيرة أصر علي استمراره في مواجهتهم حتي نجح في تصفيتهم جميعا وعقب ذلك تم نقله الي المستشفي العسكري حيث لفظ أنفاسه الاخيرة.. واختتم حديثه بقوله كلنا فداء لمصر والجيش المصري .