" لا هننسي ولا هنتخلي ابدا عن ابناء وبنات شهداء مصر ومصابيها.. وبسبب تضحياتهم 100 مليون مصري في أمان وسلام.. بفضل ابناء وأزواج قدموا أرواحهم عشان إحنا نعيش " جمل قصيرة.. وبسيطة.. وتلقائية.. لكنها معبرة وصادقة وقوية.. وعندما تغادر تلك الجمل خانة الكلمات.. إلي أفعال بأرض الواقع.. نتأكد انها ليست مجرد شعارات.. ويتأكد الجميع ايضا أنها تكشف شعور شعب.. وموقف دولة.. ومسئولية رئيس وقائد. سر الدراجات وأجهزة الموبايل والآي باد والمطابخ الطفلة الريفية.. بين كبار المودعين وتلقائية الرئيس الساحر والسيرك والمهرجون.. يتحدون البروتوكولات تلك الجمل التي رددها الرئيس عبد الفتاح السيسي أول أيام عيد الفطر وهو يكرم أسر الشهداء.. ويقضي وقتا رائعا مع أبناء الأبطال.. لم تكن المرة الأولي التي يقول فيها الرئيس مثل تلك الجمل.. لكنها تتكرر في كل مناسبة تأتي بها سيرة الشهداء الأبرار.. والمتابع للرئيس عبد الفتاح السيسي.. يدرك أنه لا يشعر بفرح بقدر سعادته مع ابناء الشهداء.. ولا تظهر عليه علامات الشجن الا عندما تتسلل دموعه وهو يتابع حديث أسر واهالي وذوي الشهداء الأبرار.. ولا يتخلي عن الرسميات والبرتوكولات مثلما يفعلها دائما وبتلقائية وعفوية مع أبناء الأبطال. تلك الفرحة والدموع والتلقائية كانت حاضرة جميعا بمسجد المشير طنطاوي وفي قاعة الاحتفالات بمركز المنارة بالتجمع الخامس.. لاحظ الجميع دموعه التي حاول التغلب عليها فور دخول القاعة وجلوسه علي مائدة الطعام وهو يتابع هذا الحشد من اسر فقدت عائلها.. وأطفال دخلوا دائرة اليتم مبكرا.. وأرامل وامهات وأشقاء يعانون في كبت أحزانهم يوم العيد.. والتلقائية والفرحة لازمتا الرئيس قبل وبعد صلاة العيد وعن يمينه ويساره أبناء شهداء.. ثم وهو يكرمهم ويستجيب لكل من أراد مصافحته منهم.. وتلك المشاهد الرائعة لرئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة وهو يرسم بالألوان علي وجوه الأطفال.. ويوزع بنفسه المأكولات والمشروبات عليهم.. واللعب والبالونات والهدايا.. ويقف بينهم يتابع أوبريت الليلة الكبيرة.. وألعاب السيرك. ولفت نظر الجميع طفلة تبدو من ريف مصر الطيب.. أمسكت باليد اليمني للرئيس السيسي.. وظلت ممسكة بها لفترة طويلة.. وملازمة له في تحركاته ووسط زحام الأطفال.. لم يحاول إبعاد يدها.. وعندما يتقدم احد لمصافحته يسحب يده بهدوء ويعطي الطفلة يده اليسري وبعد انتهاء المصافحة تعود الطفلة وبإصرار ليده اليمني.. ولم تتركها الا والرئيس يقف حائرا قبل المغادرة يريد مصافحة كبار مودعيه.. دون أن يبعد يدها عنه.. فمنحها يده اليسري حتي يصافح مودعيه.. الصور المتقطعة وبعض من ركزوا في مشهد الطفلة لاحظوا كل ذلك.. لم يكن الرئيس يدرك ان كل هذا ترصده أعين بعينها. وقصة الطفلة تلك تؤكد ان هذا الرجل يشعر بهؤلاء الأيتام وعظيم تضحيات أبطالهم.. ويدرك ان أبسط حقوقهم حسن معاملتهم والرفق بهم والوقوف إلي جوارهم.. وهذا لا يجب أن يكون موقف الرئيس او القوات المسلحة فقط.. إنما يجب ان يكون موقف كل مصري ينعم بالامن والأمان.. ويجني ثمار الاستقرار الذي دفع ثمنه هؤلاء الأبطال الشجعان وذووهم.. فكم من أمهات لازلن في مقتبل العمر.. جلسن وسط ثلاثة واربعة اطفال صغار.. ضحي عائلهم بحياته من أجلنا.. وكم من أم ثكلي ضاعت منها بهجة العيد بفقد عزيز وغال لديها فما ابسط من ابتسامة تعبيرا عن امتنانا بهذا الجميل. خلية نحل نعود ليس ليوم العيد الأول.. إنما لأيامه الثلاثة.. فالاحتفال الذي شهد الرئيس يومه الأول الجمعة الماضية.. استمرت فعالياته بنفس الزخم والبهجة والعطاء حتي امس الأحد.. بالطبع لا يغيب علي أحد علي الإطلاق الرعاية التي تقدمها القوات المسلحة وايضا الشرطة لأسر الشهداء والمصابين وبدعم ومتابعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا.. لكن هذه المرة جاءت المبادرة مختلفة تماما.. فقد أطلق الرئيس السيسي شرارتها الأولي منتصف مارس الماضي.. وخلال فعاليات الندوة التثقيفية السابعة والعشرين للقوات المسلحة.. قال الرئيس انه سوف يقضي العيد إن شاء الله مع أسر وأبناء شهداء الجيش والشرطة ومصابي العمليات العسكرية.. الجميع توقع أن تلك المبادرة ستقتصر علي اداء صلاة العيد للرئيس مع أسر وابناء الشهداء.. وظل هذا الاعتقاد حتي بعد انتهاء صلاة العيد.. لكن كانت المفاجأة عندما توجهنا من مسجد المشير إلي مركز المنارة المجاور له.. الأمر مختلف.. والإعداد والتجهيز والتنفيذ فاق كل التوقعات.. ليتحول من يوم يدخل البهجة علي أبناء الشهداء.. إلي احتفالية أسعدت كل المصريين لتضاف إلي إنجازات وجهود قواتنا المسلحة ومن خلال إدارة الشئون المعنوية في رعاية أسر الشهداء وتنظيم المناسبات والاحتفالات التي تسعد المصريين وترفع معنويات رجال الجيش والشرطة بل والشعب كله. فبعد ان أطلق الرئيس مبادرة العيد مع أسر الشهداء.. كانت توجيهاته واضحة ومحددة للشئون المعنوية.. عيد يدخل البهجة الحقيقية علي أسر الشهداء ومصابي العمليات العسكرية في سيناء من الجيش والشرطة.. وان نلبي بقدر الإمكان رغباتهم في هذا اليوم.. ونجعله يوما يتفاخرون به ومعهم كل المصريين ليكون عوضا لهم عن فقد ذويهم.. ومنذ تلك اللحظة من مبادرة الرئيس وتوجيهاته.. تم تشكيل مجموعات عمل من رجال الشئون المعنوية للقوات المسلحة وفي مقدمتهم اللواء محسن عبد النبي مدير الإدارة الذي أشرف وتابع كل تفاصيل الحفل والاستعداد له.. وتحولت الفكرة من مجرد صلاة العيد إلي فرحة ولعب وضحك العيد.. ولأن المناسبة رئاسية.. وتخضع لبرتوكولات معروفة ومحددة.. لكن امام اهتمام الرئيس بأسر الأبطال تتكسر كل الرسميات وتختفي البرتوكولات حتي ولو كانت رئاسية.. وكان الهدف الذي يتحطم عليه كل هذا.. إسعاد أبناء الأبطال. وعلي الفور وقع اختيار اللواء محسن عبد النبي ورجاله علي مركز المنارة.. والذي نجحوا في تحويله إلي شئ مختلف تماما.. هذا المركز المخصص للمؤتمرات والندوات والأحداث الرسمية.. تحول بين عشية وضحاها لمكان للاحتفال واللعب والمرح وكأنه حديقة عامة اعتاد الجميع قضاء العيد فيها.. وبمشاركة الرئيس نفسه.. وتم وضع خطة العمل.. ومحاورها عديدة.. لكن أهمها..ألا يكون يوما واحدا بل يمتد لأيام العيد الثلاثة.. وان يضم جميع أسر وأبناء الشهداء ومصابي العمليات العسكرية منذ عام 2011 وحتي الآن.. وألا يقتصر الاحتفال فقط علي أسر هؤلاء الأبطال فقط.. فامتد وبالتعاون مع وزارة التضامن الإجتماعي ليشمل متحدي الإعاقة والأيتام.. وأن يتم هذا اليوم بالتعاون وتواجد طلاب الجامعات المختلفة في التنظيم.. وان يشهد كل أنماط فرحة واحتفالات وهدايا العيد.. وبالطبع يُقدم كل هذا مجانا لأسر الأبطال. خدمة صوتية وهدايا قيّمة وتحولت مجموعات العمل إلي خلايا نحل لا تهدأ حتي يخرج اليوم كما كان عليه طوال أيام العيد الثلاثة وبصورة أسعدت الرئيس ووزير الدفاع الفريق محمد زكي الذي كان مراجعة التجهيزات النهائية للاحتفالية ضمن مهام اليوم الاول له كوزير للدفاع.. والذي بدا سعيدا خلال الاحتفال بما تم إنجازه لإسعاد ابناء واسر الأبطال. وبعد وضع الخطة.. وعلي الفور تم التواصل مع اسر الشهداء.. وإعداد خدمة صوتية من خلال الشئون المعنوية لتلقي رغبات بل وأحلام أبناء الأبطال في الهدايا التي يرغبون فيها.. بعضهم طلب هدايا بسيطة.. والبعض طلب دراجات.. ومنهم من طلب موبايلات أو ذهب بخياله ليطلب أجهزة أي باد وتاب وأيضا بلاي ستيشن.. ومن ذهب أبعد من ذلك من ابناء الشهداء المقبلين علي الجواز ليطلب أو تطلب هدية تحتاجها في »فرش عش الزوجية».. وإنهالت طلبات الهدايا والكل يدرك أنه من الصعب تحقيق معظمها لكن لاضير ولا ضرر من الطلب حتي ولو لن يتحقق.. لكن المفاجأة أنه تم الإستجابة لها جميعاً.. فأغلي هدية تهون وترخص أمام ما قدمه آباؤهم من تضحيات من اجل الوطن وكما كانت توجيهات الرئيس الاستجابة لكافة طلبات الأطفال والأبناء.. كانت أيضا بإسعادهم وإشعارهم بالفخر لذويهم.. لذلك تعددت المفاجآت في هذا اليوم.. سجادة لأسرة كل شهيد تحمل صورة واسم الشهيد وبطولته.. دروع وهدايا تذكارية تحمل صورهم.. والأروع انه تم تصديق رئيس الجمهورية علي إصدار عملة خصيصا لهذا اليوم وصدق عليها البرلمان لتحمل تلك العملات صور الشهداء واسماءهم.. منحها الرئيس ضمن العيديات التي تم توزيعها خلال اليوم الأول والأيام الثلاثة. 1500 طفل من أبناء الشهداء الأبرار.. تدفقوا علي إحتفالية مركز المنارة في أيامها الثلاثة والتي اختتمت امس.. ومعهم أسر مصابي العمليات العسكرية.. ونجحت جهود الشئون المعنوية للقوات المسلحة في تحويل هذا اليوم إلي مناسبة أسعدت كل المصريين.. ليصبح في حكم المؤكد أن هذه الاحتفالية ستتحول إلي مناسبة متكررة كل عيد.. اولا بعد النجاح الكبير الذي حققته دورتها الأولي.. وثانيا وهذا هو الاهم بسبب حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات القوات المسلحة علي فعل كل شئ يسعد أبناء وأسر الشهداء الأبطال الأبرار. لا للبروتوكولات ولأنها أيام استثنائية.. فقد تم كما قلت تجاوز بل وتحطيم البروتوكولات والرسميات فيها تماما.. وتم رصد مشاهد عديدة تؤكد ان بسمة علي وجه ابن شهيد أهم لدي الرئيس من البروتوكولات.. في مقدمة تلك المشاهد فقرات الحفل في الخيمة التي تم إعدادها بمسرحها لتكريم بعض أسر الشهداء.. فربما استنكف البعض أن يتم احتفال يحضره رئيس الجمهورية وبه فقرات للسيرك والساحر وغيرها.. لكن لأن هذه هي مظاهر العيد.. ولأنها تسعد الأطفال فقد تمت بالفعل.. بل إن بعض لاعبي السيرك خاصة الأطفال توجهوا وهم يمارسون ألعاب السيرك لمصافحة الرئيس الذي احتضنهم.. وفقرة الساحر وألعاب السيرك المختلفة والمهرجون انتشروا في المكان. وهل يصدق أحد أن يسير رئيس الجمهورية دون حراسة أو حتي شباب المنظمين حوله وسط حشود من الأطفال.. نعم هذا حدث.. بل إنه بادلهم اللعب ورسم بنفسه علي وجوههم.. وقام بحمل الهدايا واللعب والمأكولات لتوزيعها عليهم. رئيس الجمهورية يقف بين الأطفال جميعا بعفوية وتلقائية شديدة.. وتستوقفه طفلة تريد مصافحته فيندفع نحوه عشرات الأطفال.. يحاول الشباب المشاركون في التنظيم منع الأطفال.. لكن نظرة من الرئيس كفيلة بأن يتم السماح لجميع الأطفال بالاندفاع.. ومن فاته هذا المشهد.. توجه إلي منضدة الرئيس لمصافحته والتصوير معه أيضا. بحق كان يوما استثنائيا أسعد المصريين وفي مقدمتهم ابناء الأبطال.. فالشكر لرئيس الجمهورية وكل من نفذ مبادرته لإسعاد هؤلاء الاطفال وفي مقدمتهم بالطبع وزارة الدفاع من خلال إدارة الشئون المعنوية.