هذه هي المرة الرابعة التي اتحدث فيها صارخا، حول قضية التعليم المفتوح وضرورة الغاء ما يتعلق بالجزء الخاص الذي يهدر قيمتي المساواة وتكافؤ الفرص، حيث كان من الضروري الغاؤه من تنسيق الثانوية العامة. وقد أكدت في المقالات الثلاث السابقة علي ان شرعية الوزير الجديد مرتبطة بما يرسخه من قيم جديدة تتفق مع ثورة يناير واعطيته مثالا عمليا يؤكد به التزامه بالقيم الثورية التي تقوم علي العدل في مواجهة الظلم، والمساواة في مقابل التمييز، وتكافؤ الفرص في مواجهة اهدار قيم التفوق، وان عليه أيضا ان يغسل يديه من سياسات الحزب الوطني عموما، وفي مجال التعليم العالي خصوصا وهي سياسات فاشلة، واعلنت عن ذلك في حينه، بينما صمت د. معتز خورشيد وامثاله ومنذ عدة أيام فوجئت، وتحديدا يوم السبت 03 يوليو »بعد أسبوعين من تولي الوزير الجديد للتعليم العالي«، باعلان نتيجة تنسيق المرحلة الاولي، واكتشفت التالي: 1- ان التعليم المفتوح مستمر، وظهرت نتائجه في التنسيق. - استمرار سياسات الحزب الوطني وسياسات وزير التعليم العالي السابق والاسبق وخاصة د. هاني هلال - الفاشلة.- استمرار سياسات التمييز الطبقي، الذي يقوم علي اهدار مباديء المساواة وتكافؤ الفرص لصالح معيار القدرة المالية أي لصالح الاغنياء وعلي حساب الفقراء وعلي حساب مبدأ التفوق ايضا. والمثال الذي أدرج في التنسيق الاول يؤكد علي هذه المعاني التي قاتلنا سنوات من اجل الغائها دون جدوي حيث ان تنسيق العلمي ادرج كلية الاعلام بجامعة القاهرة بنسبة 42.59٪، بينما تنسيق الادبي ادرج ذات الكلية، بنسبة 86.29٪ ولمن فاته قطار هذا المجموع للالتحاق بذات الكلية كمتفوق ومتساو مع اقرانه، فقد التحق بالتعليم المفتوح باعلام القاهرة »شعبة ادبي« بمجموع 21.58٪ كما استطاع هؤلاء أيضا الالتحاق باعلام كفر الشيخ وتعليم مفتوح بمجموع 15.97٪!! أي ان الفارق بين اعلام القاهرة الاول 42.59٪ وبين اعلام القاهرة تعليم مفتوح 21.58٪، هو أكثر من 01٪، كما ان الفارق بين اعلام القاهرة الطبيعي 42.59٪ ، وبين اعلام كفر الشيخ »15.97٪«، أكثر من 61٪!! هل هذا كلام يقبله العقل؟! أليس في هذا اهدار لمضمون وجوهر عملية التنسيق الذين حاولوا بكل ما يمتلكون الغاءه، وفشلوا لأننا وقفت ومعي آخرون ضد ذلك من أيام ان كان فتحي سرور وزيرا للتعليم ولم نكن نخشي أحداً إلا الله سبحانه وتعالي وشعب مصر العظيم؟ فعملية التنسيق ساوت بين الجميع وجعلت المجموع الأساسي للالتحاق بالكلية والجامعة دون أي اعتبار آخر، ومن ثم فإن ما يحدث في التنسيق هو تحايل علي فكرة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بطريقة ملتوية حتي تعطي الفرصة لاصحاب المجاميع المنخفضة الالتحاق بكليات القمة ونموذج كلية الاعلام هو مثال فاضح لهذه السياسات التخريبية لقيمة العدالة التي قامت من اجلها ثورة يناير. وهؤلاء اصبحوا متساويين مع اصحاب المجاميع العليا والفارق هو قدرتهم المالية ونفوذ ابائهم في حكم الرئيس المخلوع الذي اغتصب مقاعد المتفوقين لاصحاب المال. اما عن نظام التعليم المفتوح نفسه وما يجري فيه، فهو وحدة ذات طابع خاص فيه من المهازل والمسافر والفساد ما يفوق الخيال، فقد ابلغني احد اساتذة جامعة القاهرة المرموقين، ان حصيلة مكافآت رئيس الجامعة بخلاف نوابه يحصل وحده علي مكافأة شهرية تصل إلي 007 ألف جنيه »رقم يقترب من المليون« ووزير التعليم الجديد كان نائبا لرئيس جامعة القاهرة، وكان يحصل علي مكافآت من التعليم المفتوح، وليقل لنا رسميا في ظل ثورتنا الجديدة 52 يناير، ما هي حصيلة ما تقاضاه طوال مدة منصبه. كما يحكي ان مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة، اقام فرعا في السويس في محافظات اخري!! كما نظم المسئولون عن هذا التعليم امتحانات في المملكة العربية السعودية ومن خلال المكتب الثقافي وبتعليمات الوزير السابق! أي انه اصبح تعليما ملاكيا يقدم لمن يريد وفي المكان اللازم، وبلغة المطاعم والتجارة »ديليفري«!! ان سبوبة التعليم المفتوح لابد ان تتوقف وقائع الفساد في هذا المسار التعليمي كبيرة، وعدم الانضباط فيه سمة واضحة، ولدي وقائع كثيرة لا أول لها ولا آ خر، ولها حديث قادم باذن الله ولن نسكت علي ما يجري في الجامعات في هذا المجال تحديدا. إن موقفي واضح في قضية التعليم المفتوح، فإنني اوافق علي ان يظل رافدا لمن فاتهم قطار التعليم عند المرحلة المتوسطة »الثانوية وما يعادلها« وبفارق مدة 5 سنوات وارفض بشدة التعليم المفتوح لطلاب الثانوية العامة الحديثة دون فارق زمني لإخلاله بمبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص فهو يضربها في مقتل، وآن الاوان لاستدراكها وتصحيح الاوضاع قبل فوات الاوان. ان وزير التعليم العالي د. معتز خورشيد، كانت أمامه فرصة لاثبات تطهره من النظام السابق حيث كان نائبا لرئيس جامعة القاهرة لعدة سنوات بارادة الحزب الوطني وامن الدولة، بتغيير قواعد وسياسات تخريبية، وبالتالي كان يستطيع ان يكتسب شرعية جديدة. إلا أنه فقد هذه الشرعية، فضلا عن تلاعبه ومماطلاته في قضية تغيير القيادات الجامعية ومن يلاعب ويماطل هذا الشعب هو خائن للثورة وللشعب، ولا يستحق الاستمرار يوما واحدا واحسب ان شرعية د. معتز خورشيد قد انتهت واطالب د. شرف رئيس الحكومة بعزله فورا.