[email protected] اليوم .. تعقد محاكمة القرن في مصر الثورة .. سيحاكم الرئيس المخلوع حسني مبارك بتهم قتل المتظاهرين في ميادين مصر المختلفة والتربح وإهدار المال العام والحصول علي عمولات من صفقات تصدير الغاز لإسرائيل ولأول مرة في تاريخ مصر القديم والحديث يحاكم الشعب رئيسه السابق علي ما اقترفته يداه في حق هذا الشعب العريق .. وعليه أن يحمد الله علي أن في مصر قضاء شامخ وفر له كل الضمانات من أجل محاكمة عادلة لا سلطان فيها علي القاضي الذي يحاكمه سوي ضميره .. اليوم .. يقف مبارك في القفص الحديدي وهو مشهد لم نكن نتمناه علي الإطلاق لولا هذه الجرائم التي ارتكبها في حق شعبه .. لن يقف مبارك وحده في القفص بل يجاوره نجلاه علاء وجمال اللذان استباحا مصر وتعاملا معها علي إنها عزبة خاصة لهما ..ومعهم يقف العادلي ومعاونوه الستة الذين أصدروا أوامرهم بقتل المتظاهرين العزل لأنهم يدافعون عن كرامتهم التي أهينت وأريقت في شوارع مصر المحروسة. ويغيب عن قفص سارق الوطن حسين سالم.. علينا ألا ننسي ان الرئيس المخلوع ومن معه في القضية يجب ان يتمتعوا بكافة الضمانات في محاكمة عادلة حتي لا تأتي الأحكام ظالمة لهم كما كانوا يفعلون .. من أعمالكم سلط عليكم .. هكذا ظلم مبارك شعبه وسرقه ونهب أمواله .. غرته الدنيا فنسي الله ونسي قول المولي عز وجل " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم " سورة الحشر . ان هذه المحاكمة عبرة لمن لا يعتبر .. عبرة لكل مسئول مهما علا شأنه بأن هذا الشعب الذي قام بثورته وضحي من اجلها وسقط منه الشهداء لن يسمح لأحد كائنا من كان ان يستبيح مقدراته مرة أخري. عظمة وعقلانية الجيش المصري ما يحدث في سوريا وليبيا تحديدا يجعلنا نقف تعظيما وإجلالا للقوات المسلحة المصرية التي رفضت تنفيذ الأوامر بقمع ثورة 52 يناير واختارت الوقوف في صف الشعب وثورته .. ما يحدث حولنا يؤكد ان القوات المسلحة المؤسسة العسكرية المحترمة وقائدها العام المشير محمد حسين طنطاوي احترمت إرادة الشعب وعلينا ان نساعدها ونقف بجوارها من أجل إعادة الحياة إلي بلادنا واقتصادنا الذي تأثر بدرجة كبيرة من جراء الاعتصامات والمظاهرات التي لا تتوقف والتي تغلق الشوارع والطرق .. حق الاعتصام والتظاهر مكفول لكل مواطن وهذا ما يؤكد عليه المجلس الاعلي للقوات المسلحة وعلينا كشعب ان نعي ذلك .. فلنعطهم الفرصة وننتظر . لولا عقلانية القوات المسلحة التي تعرف قدر مصر وشعبها ولولا قرارها بالانحياز للشعب لكانت في مصر الآن حرب شعبية تقضي علي الأخضر واليابس .. لقد جنبتنا قواتنا المسلحة الكثير من الأهوال .. أسقطت الديكتاتور وانحازت لإرادة الجماهير .. إنها تستحق منا كل الإجلال والتقدير .