ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة شهر الانتصارات وفيه يستلهم الصائم زاده الروحي فهو شهر نزل فيه القرآن الكريم وفيه ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر. ورمضان هذا العام بعد ثورة 52 يناير سيكون له طعم آخر فقد انتصرت ارادة الشعب علي صلف النظام البائد الفاسد وعلينا الانتصار علي الغرائز والشهوات التي تحول دون طاعة الله عز وجل. والكل يأمل عودة الهدوء والاستقرار الي ربوع مصر وان يقوم المجلس العسكري بمهامه في الانتقال بمصر الي مرحلة الديمقراطية تحت قيادة حكومة مدنية تدير شئون البلاد. ونرجو من الجيش العظيم ألا يمل من حركات الضغط ضده.. لأن هناك في الشارع من يمارس لعبة الضغط وبعض الجماعات أخذت من ميدان التحرير اسيراً، وتطلق عليه جمهورية التحرير.. ولعبة الضغط انكشفت لجميع المصريين وسبق ان حذر منها المجلس الاعلي للقوات المسلحة ونأمل ان تستمر المؤسسة العسكرية في أداء مهمتها الوطنية وان تحتوي المواقف الطارئة علي حكومة د. عصام شرف الانتقالية للعبور الي التغيير السلمي الديمقراطي. واذا كانت ثورة الشعب التي حماها الجيش قد قضت علي الفساد والمظالم، فعلي جميع قوي الشعب انتهاز شهر رمضان للتوحد وان توجه كل جهودها للعمل علي زيادة الانتاج لأن هذا هو السبيل لرفعة شأن الوطن والمواطنين. وليعلم جميع المصريين انهم في خندق واحد وندعوهم للتلاحم والتكاتف والوقوف صفا واحدا تحت شعار مصر أولا لعبور هذه المرحلة والوصول الي الاهداف ومواجهة التحديات لان تحقيق الاهداف اصعب من إشعال الثورة والمطلوب استعادة الأمن والهدوء والاستقرار ومواجهة أي محاولة للعبث بمصالح مصر العليا والاضرار باقتصادها واخراج البلاد ممن ازمتها الراهنة.. والتي استمرت كثيرا. وعلي المجموعات الثورية ذات المطالب العديدة والمتغيرة بين يوم وآخر أن يدركوا انهم ليسوا مؤسسات خاصة.. وعليهم ان يعلموا ضرورة تطبيق القانون والعدالة بروية وأن سرعة المحاكمات قد ترتبت عليها نتائج كارثية وأن البراءة هي الأصل في كلمة القانون. لقد تعددت اشكال الرفض والعنف والتظاهر ولا مصلحة في التأجيل ولا تستر علي احد من الفاسدين سواء كان رئيسا أو وزيرا أو مسئولا.. وانه لا توجد شبهة تباطؤ.. ولا شبهة تواطؤ.. الثورة ستعطي لكل واحد حقه.. فهناك محكمة الغدر للذين افسدوا الحياة في مصر وهناك اقصاء للفلول الذين زوروا الانتخابات.. الثورة مستمرة.. وكل ظالم له يوم.