الهند بلد العجائب ولهذا فإن رمضان أمره عجيب فالمسلمون يشكلون مايقرب من 250 مليون مسلم ويعبرون عن تمسكهم بالتقاليد الإسلامية في هذا الشهر؛ لأنه يميزهم عن بقية الطوائف الأخري التي تمتلئ بها الهند.. يلمح الدكتور أحمد القاضي أستاذ اللغة الأردية بجامعة الأزهر ومدير المكتب الثقافي المصري في الهند السابق إلي أن الهند تضم ثاني أكبر تجمع إسلامي في العالم، ويصوم المسلمون خلال شهر رمضان بنفس الروح التي توجد في العالم الاسلامي، ومثل كافة الاحتفالات الهندية نشهد في رمضان روعة تجمع الناس معا بغض النظر عن ديانتهم أو مستواهم الاجتماعي أو لغتهم ويقوم غير المسلمين بدعوة أصدقائهم لتناول طعام الإفطار، كذلك يقوم معظم الزعماء السياسيين في الهند، بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء بتنظيم موائد إفطار، وفي كل مسجد بالهند يجب أن يكون إمام ومقيم الشعائر ملتحيين ومعممين، والجميع في الصلاة لابد أن يكون معممًا، وتتسابق المساجد في ختم القرآن، وتقدم المشروبات والمأكولات الخفيفة بين وقفات صلاة التراويح، تُقدم هذه الأشياء من أهل الخير وحين تحين ساعة الإفطار تنير المساجد مآذنها حتي الانتهاء من صلاة الفجر. والإفطار يتم علي 3 مراحل: التمر واللبن وبعض المشروبات الخفيفة، ثم صلاة المغرب ثم الوجبة الخفيفة الأولي وتشمل حمص الشام والسمبوسة المحشية بالخضراوات، أو اللحم المفروم وغير ذلك كل علي حسب مقدرته، هذا إلي جانب سلطة الفواكه والبكورا المصنوعة من دقيق حمص الشام مضافاً إليها التوابل وبعض الخضراوات؛ أما الوجبة الرئيسية فتكون بعد صلاة التراويح، وهي عبارة عن اللحوم والأرز والخضراوات والخبز، وأطباق المطبخ الهندي الشهية من برياني وقورمة وكباب وكفتة وتندوري وغير ذلك من الأطباق الشهيرة، ولوجبة ال »حليم» أهمية خاصة في رمضان؛ وهي عبارة عن اللحم مطهو مع حبات القمح لمدة لا تقل عن (8) ساعات وبعدها ينشغل المسلم بالعبادة ثم يستريح لحين موعد السحور، ووجبة السحور أو (سحري) ليست كما عندنا وجبة خفيفة بل تُطهي فيها الأطعمة الهندية السابقة، حيث تقوم المرأة قبل الموعد بساعة لتجهيز السحور، ثم يذهب المسلمون إلي المساجد لأداء صلاة الفجر. ر