كل سنة والأمة الاسلامية بخير.. كل سنة وكل زملائي واصدقاء العمل الغالين بخير.. لم يبق علي شهر رمضان المبارك إلا أيام.. أعاده الله علي مصر وعلينا جميعا باليمن والبركات. أنتهت أجازتي الصيفية والتي قضيتها في محافظة الأحلام مرسي مطروح.. ذات الجو النقي.. والسماء الصافية.. وشواطئها الرائعة.. لكن قدوم الشهر الكريم جعلنا ننهي الإجازة وتعود الي قاهرة المعز التي صدمتني من اللحظة الأولي نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.. ما هذا الاختلاف الكبير في تغير الجو.. فالجو هناك معتدل طوال النهار.. بارد ليلا.. أما القاهرة فلقد شعرت باختناق فور خروجي من السيارة من شدة الرطوبة.. أما الصدمة الكبري عندما وجدت ان تكييف حجرتي لا يعمل بسبب انخفاض التيار الكهربائي.. ارحمنا يارب.. وقدرنا علي تحمل هذا الجو طوال شهر الصوم. نعود الي شهر رمضان فطوال الطريق من مرسي مطروح الي القاهرة اخذت اتذكر الايام الجميلة التي كنا نقضيها في الشهر الكريم بين الزملاء.. كان منذ اليوم الأول يقوم الزميل المرحوم فاروق الشاذلي بالاجتماع بي أنا والصديقة الغالية آمال عبدالسلام لاعداد قائمة الطعام التي سنعدها في الافطار الجماعي للزملاء.. كانت كل زميلة تقوم باقتراح وجبة تتفوق بتجهيزها.. ولا أنسي المرحوم الغالي أحمد الجندي الذي كان يطلب مني دائما شوربة العدس.. والتي كان يفضلها استاذي ورئيس تحريرنا السابق جلال دويدار منحه الله الصحة والعافية وكانت وجبته الوحيدة مع الليمون المعصفر. أما الافطار الأخير الذي جمعنا كأصدقاء العمر منذ دخولنا الجريدة والذي كان وفقا لطلبات المرحوم علي حسنين ولي أمري كما كان يطلق عليه استاذي ومعلمي الاستاذ موسي صبري رحمه الله.. نعود الي افطارنا الجماعي فقد طلب مني علي حسنين اعداد البط والكشك.. وفي هذا اليوم قررت ان اقوم بإعداد جميع الاصناف وكأني اشعر ان هذا هو الأفطار الأخير.. تجمعنا اكثر من 04 زميلا وزميلة كان يوم اربعاء فلقد اخترت هذا اليوم ليكون معنا جميل جورج الصديق والزميل الغالي الذي كان يعد الجريدة كل اربعاء وخميس أما جلال السيد فكان يرفض الفطور في الخارج فهو بيتوتي كما كان يقول.. لم نكن نعلم ان القدر كتب ان يكون هذا اليوم الرائع اخر افطار يجمعني بأعز اصدقائي.. فقد رحل من رحل، رحمهم الله.. والباقون ربنا يمنحهم الصحة والعافية. غريبة هذه الحياة التي اصبحت تأخذ الكل في احداثها.. فلقد اصبح كل واحد في دنياه.. فكل من اسأل عليه يقول ان الدنيا تلاه.. في الماضي لم تكن الدنيا تلهينا عن بعضنا البعض.. حقيقي اشتقت كثيرا الي الافطار الجماعي.. وقررت ان اخطط مع آمال عبدالسلام لاعداد افطار جماعي يضم كل الاصدقاء الذين تعودنا طوال سنوات العمر الماضية ان نلتقي.. تعالوا معي يا أصدقاء نعد لهذا اليوم.. فقد نعيد أيام الزمن الجميل الذي بدأ يضيع من بين ايدينا دون أن ندري مع هذه الدنيا اللاهية.