اللهم بلغنا رمضان، تلك دعوة كل مسلم أن يبلغه الله الشهر الكريم حتي يحصل فيه علي جزيل الثواب، فكيف يمكن للمسلم أن ينول في هذا الشهر عظيم الأجر والثواب ويخرج منه فائزا؟ الدواء الناجح خص الله تعالي الأمة بالبركة منها شهر رمضان المعظم، ولا يبارك الله في زمان أعرض أهله عن طاعة مولاه، ولكي يكون شهر رمضان شهرا لنا لا علينا يقول الشيخ عمر البسطويسي من علماء الأزهر الشريف: علينا بالتقوي فلا ملجأ من الله إلا إليه ولا علاج لأمراضنا ومشكلاتنا وأزماتنا إلا بإصلاح الذي بيننا وبين ربنا فنعمل جاهدين علي الفوز ببركة أداء العبادات في هذا الشهر الكريم ولتكن بداية لتصحيح سلوكنا لنكون في طاعة الله ورضائه كل أيام العمر ويتحقق الهدف من فرضها وهو التقوي، ونتمكن من ذلك عندما نصدق بوحدانية الله ورسوله صلي الله عليه وسلم والكتاب الذي نزله وهو القرآن الكريم والكتاب الذي أنزله من قبل قال تعالي: »فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون» ويرتبط شهر رمضان بعبادة فرضت علي الأمة الإسلامية وهي الصيام قال تعالي: »يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، والصيام في عرف الناس امتناع عن الطعام والشراب فقط ولكنه في أمر الدين يعني الإمساك عن بعض الحلال لنتعلم الإمساك عن الحرام فليس الحكم التشديد علي الناس لكن تأديب النفس واخضاعها وتعويدها علي الاستجابة لأمر الله فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والخاسر من اتبع هواها، والصيام في حقيقته صيام عن كل ما يغضب الله فلا تفسده بقول الزور والكذب والنميمة والكلام الفاحش والسخرية بالناس واليمين الغموس وغيرها وما أبلغ قوله صلي الله عليه وسلم وهو يضع دستورا للصائم ينأي به عن مواقع السوء فقال: »من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة أن يدع طعامه وشرابه». اتبعوا ولا تبتدعوا ويؤكد الشيخ البسطويسي أن فريضة الصلاة أعظم من الصيام في ميزان الدين وأول ما يحاسب عليه المسلم قال الرسول صلي الله عليه وسلم »بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة»، فإن كانت المحافظة عليها أمرا ثابتا طوال العام فيستوجب التنبيه عليها في شهر رمضان لأن فئة من المسلمين يصومون ولا يؤدون الصلاة وبالتالي لا يشكل مجيء رمضان عندهم شيئا، والتدريب علي الطاعات والنوافل يثقل ميزان الحسنات فإذا كان المسلم يكسل في بعض النوافل فإن شهر رمضان مع ما فيه من بركة يفتح شهية المسلمين للإكثار من النوافل كأداء صلاة التراويح أو قيام الليل فهي من النوافل المؤكدة وأداؤها عقب صلاة العشاء وما يتبعها من دعاء مستجاب بإذن الله تعالي عندما نتجنب ما يفسد هذه الصلاة من مشاحنات في المساجد حول عدد ركعاتها ومن مخالفات بعض النساء اللاتي ينشغلن بالقيل والقال واصطحاب الأطفال غير المميزين، ومن السنة الاجتهاد في العشر الأواخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الرسول صلي الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر اجتهادا لا يجتهده في غيره». مقولة كاذبة وحول المعاملات التي يجب أن يكون عليها المسلم في شهر رمضان يقول الشيخ رمضان عبدالمطلب خبير المخطوطات وتحقيق التراث بالمجلس الأعلي للشئون الإسلامية: رمضان نفحة ربانية وفرصة ذهبية ليتوب العاصي ويستزيد المسلم قال تعالي: »قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم» فعلينا ان نجدد العهد ونكثر من عمل الخير ونكف عن الشر وهذا يتحقق بالعمل والاجتهاد.. وأيضا لا يجب التزويغ قبل مواعيد الانصراف في العمل أو تعطيل مصالح الناس خاصة في الوظائف الخدمية لأن الدين المعاملة والمعاملة الصحيحة الصادقة تكسب المسلم الكثير من الحسنات فقضاء مصالح الناس طريق من طرق الخير. سلبيات مرفوضة ويضيف إنه للأسف كثير من الناس يعتقدون أن رمضان فقط في النهار فتجدهم يلتزمون بأخلاقيات الصيام من غض البصر وترك الغيبة والنميمة ولكن بعد أذان المغرب يعود إلي سيرته الأولي من تضييع الأوقات فيما لا يفيد والكلام والأحاديث التي يكثر فيها اللغو والخوض في سيرة الناس وأعراضهم.. هذا بالإضافة إلي السهر أمام الفضائيات قرب الفجر ثم النوم عند صلاة الفجر فهو ترك المفروض إلي غير المطلوب. ويؤكد أن رمضان شهر يتميز بكثرة العبادات ولكنه للأسف تحول إلي شهر غير عادي في الانفاق فنر ي الأسر تبالغ في اعداد موائد الطعام وتضع الجديد يوميا علي المائدة رغم ان عدد الوجبات أقل من الشهور الأخري. ويقول رغم ان شهر رمضان شهر ملزم لجميع الأسر بأداء الفرائض والنوافل والطاعات إلا ان بعض الأسر تظلم ربة المنزل فنجد الأم أو الابنة أكثر أوقاتهن في المطبخ لإعداد الوجبات واستضافة الأهل والأقارب فتجد ربة المنزل نفسها وقد أجهدها التعب فيصيبها الفتور في أداء العبادات. نحن لا نحرم ولا نمنع التقاء الأسر علي موائد الافطار فهذه صفة من صفات شهر الكرم ولكن يكون الجميع متعاون مع الأم وصلة الرحكم ويكون عدد الوجبات معقولة حتي لا يحرم أحد من فضائل هذا الشهر. أيضا تضيع العشر الأواخر من رمضان وهن التي بها ليلة القدر في ارتياد الأسواق والمحلات لشراء مستلزمات العيد من ملابس وأطعمة وترك صلاة الجماعة في العشاء والتراويح أو الاعتكاف والتعرض للمشاحنات خاصة في الأماكن المزدحمة. وأنبه ان شهر رمضان شهر المعاملات الطيبة وكسب الحسنات فالصائم عليه التحلي بالصبر في جميع يومه لان الغضب من الشيطان ويحرص علي المشاركة في أعمال الخير الكثيرة ومنها المشاركة في موائد الرحمن اما بالمجهود أو المال والانضمام لفرق الجمعيات الخيرية التي تحتاج إلي متطوعين من الشباب.